اليمين الدستورية.. تراكم منطقي وخطوة إلى الأمام!
تطور الأمم والشعوب لا يتم بقرار.. بمعنى أنه لا يمكن بحال أن يصدر قرار من أي جهة أن "تتحول مصر إلى بلد ديمقراطي" أو أن نتحول إلى "شعب متحضر" أو أن يصدر قرار باعتبار مصر "بلدا متقدما علميا"! فمثل هذه الأمور تتم بالتراكم.. وعبر خطوات كبيرة ومهمة في التعليم والثقافة والبحث العلمي والممارسة الفعلية على الأرض وهكذا.. وبتلك الخطوات بلغت أوروبا وما بها من دول ما بلغوه!
اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي المنتخب من الشعب مباشرة أقسم اليمين الدستورية أمام مجلس النواب الممثل للشعب والمنتخب منه أيضا.. للقسم دلالة ليس فقط عن توازن السلطات في الدستور وفي المجتمع وأمام المصريين إنما أيضا التأكيد أن الشعب هو مصدر السلطات وهو مصدر الشرعية.. وبالتطور الذي ننشده الذي سيحدث حتما فقد نكون اليوم أمام برلمان لا يرضى عن أدائه ولا تركيبته كل الشعب لكننا نسير في الطريق الصحيح لأن نختار البرلمان الذي ترضى عن أدائه الأغلبية الكبيرة من شعبنا..
وصحيح أن الانتخابات الرئاسية لم تشهد المنافسة التي نأملها لكن الانتخابات المقبلة قد تشهد منافسة أكبر، والانتخابات التي تليها قد لا نستطيع تحديد الفائز مسبقا من بين المرشحين لتقارب فرصة كل منهم، والانتخابات التي تليها قد يتمكن المصريون من إسقاط مرشح يترشح وهو في السلطة، وهكذا وكما يحدد علم السياسة وخبراء الاجتماع السياسي تتطور المجتمعات، وهكذا يتم التراكم لبناء دولة عصرية حديثة يتمناها الجميع!
اليوم خطوة إلى الأمام تسعد بإتمامها كل مصري وستتسبب في إغضاب كل كاره لمصر لا يتمنى لها التقدم ولا السير إلى الأمام.. ولذلك سيحاولون إفساد المشهد ولذلك سيتصيدون لتفاصيل خارج المسار وفي كلا الحالتين لن يغير ولن يتغير من الأمر شيء.. فلن يتوقف المسار ولن يفسد المشهد!