رئيس التحرير
عصام كامل

حتى يكون الاختراق مستحيلًا!


لكل مجتمع بشري مثالبه ومناقبه، إيجابياته وسلبياته التي تكبر أو تصغر وفقًا لثقافته وتعليم ويقظة أفراده وكفاءة مراكز تفكيره.. وكلما زادت درجات تطور أي مجتمع ونشطت خلاياه وتماسكت مكوناته زادت معها درجات المناعة والقوة والحيوية والتماسك وصار اختراقه بالشائعات والأوهام صعبًا إن لم يكن مستحيلًا..


ومن ثم فإن المجتمعات الناهضة علميًا، العفية اقتصاديًا يصعب أن تجد فيها مكانًا للدجل والشعوذة والخرافة لأن كل شيء يخضع للعقل والفكر والنقاش والنقد وتزداد هناك درجات التواصل النشط بين مكونات المجتمع المدني من جامعات ومراكز صناعة الفكر والأحزاب ووسائل الإعلام والبرلمان والمجالس الشعبية والمعارضة وكل أطياف وفئات هذا المجتمع.

أما في المجتمعات التي تعاني اقتصاديًا ولم يبلغ تعليمها الدرجة المرجوة من النضج والكفاءة فإنها تصبح مرتعًا للسلوكيات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة والشائعات المفبركة والأكاذيب المصطنعة التي تصبح كالسوس الناخر في عصب هذا المجتمع وعظامه.. لا فرق في ذلك بين شائعات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وهو ما ينتج حالة سيولة وبلبلة وضبابية في المشهد العام ويجعل من اغتيال السمعة ونهش الأعراض وإصابة الأبرياء في مقتل أمرًا ميسورًا، فضلًا عن سهولة اختراق تلك المجتمعات الهشة عبر حروب الجيل الرابع والخامس والتي تستغلها القوى المعادية لإسقاط الأوطان وتشريد الشعوب.. انتبهوا يا أولي الأمر!! 
الجريدة الرسمية