النص الكامل لكلمة رئيس البرلمان بجلسة أداء السيسي اليمين الدستورية
حصلت "فيتو"، على النص الكامل لكلمة رئيس مجلس النواب، الدكتور على عبد العال، في الجلسة الخاصة بالبرلمان، لأداء الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليمين الدستورية.
وجاء نص الكلمة كالتالى:
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الموقر، نستقبلكم اليوم في رحاب مجلس النواب مرآة الشعب وضميره، الذي أدرك بوعيه وحسه أن تجديد الثقة في قيادتكم صار ضرورة ملحة للعبور بمصر إلى مرفأ الأمن والأمان.
لقد قالت الجماهير التي تحدت كل الدعوات المشبوهة لمقاطعة الانتخابات كلمتها في انتخابات حرة ونزيهة، مليئة بالدلالات:
الدلالة الأولى: كان قرار أعضاء مجلس النواب المعبرين عن آمال الشعب وأمانيه، متجردين جميعا عن الهوى، خالعين رداء الحزبية، بترشيحكم رئيسا للجمهورية، تقديرا منهم لجسامة المسئولية، وإيمانا منهم بأن مصر فوق الجميع.
أما الدلالة الثانية: أن الجماهير التي قالت لكم «نعم»، إنما اعترافًا منها بالجهد العظيم الذي بذلتموه، وجاء قرارها يحملكم مسئولية الاستمرار في قيادة المسيرة، تعبيرا عن وعيها بالمكاسب والإنجازات التي تحققت، وثقة منها أن المستقبل معكم أفضل، ووفاءً منها لتلبيتكم نداءها وانحيازكم لثورتها في الثلاثين من يونيو، تلك الثورة العظيمة التي استرد فيها الشعب إرادته، وتوحد فيها المصريون ضد من أرادوا اختطاف هويتهم، فاستظلوا بعلم الوطن، وانضم إليهم رجال الشرطة وحماهم جيش الشعب.
والدلالة الثالثة: أن شعب مصر العظيم، قد أثبت جدارته وعراقته وقدرته على التماسك وتجاوز الآلام والمحن التي لا تزيد نسيجه إلا تماسكا وتشابكا، فهو شعب تمتد جذور حضارته لآلاف السنين، وعرف التوحيد قبل نزول الرسالات.
فتحية لشعب مصر العظيم الذي نسج وصاغ بدمه وعرقه ونضاله وما قدمه من شهداء ومصابين وقائع هذه المناسبة التي نحتفل بها اليوم.
السيد الرئيس، لقد آمنتم أن البناء لا يرتفع إلا بالاصطفاف على قلب رجل واحد، وبصفاء النفس، والعزيمة، وبتماسك الوحدة الوطنية التي تتوهج بالسماحة والبعد عن التعصب والشطط وتجديد الخطاب الدينى، وإيمانكم بأننا قادرون على بناء المصنع، وقادرون على بناء المعهد والمسكن، وقادرون على استخدام أحدث وسائل العلم والتكنولوجيا.
لقد عودتنا سيادة الرئيس أن تنجز ما تعد، وقد وفيت بما وعدت، وكان خطابكم للشعب خطاب المصارحة، وكان قراركم وضع مصلحة مصر نصب عينيك.
وبرغم العواصف العاتية والمعوقات الرهيبة وما كان يحيط بمصر من ظروف خارجية وداخلية والنقص الحاد في موارد النقد الأجنبى وتوقف بعض المصانع، واختلال الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، وانتشار العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها العديد من أبناء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة والأبرياء، وتهديد النسيج الوطنى وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، إلا أن الأربع السنوات الأولى من توليكم المسئولية رغم قصرها، كانت حافلة بقفزات طويلة إلى الإمام، محققة إنجازات عظيمة نستطيع أن نرصدها، وهى ظاهرة جلية يساندها الواقع، ويقوم على كل منها دليل، مثل قناة السويس الجديدة، وارتفاع الاحتياطي النقدى إلى أرقام غير مسبوقة، وانخفاض ميزان العجز التجارى، وزيادة الصادرات، وانخفاض الواردات ومعدل البطالة، وانخفاض معدلات التضخم، وتدفق الاستثمارات الأجنبية والعربية، وتوفير مسكن ملائم لقاطنى المناطق العشوائية، والعمل على توفير الإسكان الاجتماعى، واستصلاح مليون ونصف المليون فدان، وإنشاء وتطوير أكبر شبكة طرق في تاريخ مصر والعديد من الكبارى، وزيادة الطاقة الكهربية والمتجددة واكتشاف الغاز، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وثلاث عشرة مدينة جديدة وإنشاء مائة ألف صوبة زراعية، وأنفاق سيناء والمزارع السمكية، وزيادة الحد الأدنى لمعاش التكافل والكرامة وزيادة عدد المستفيدين منه، ومخصصات التموين وتوفير القروض الميسرة للشباب، والإفراج عن الشباب تنفيذًا لتوصيات مؤتمر الشباب، وقبل ذلك المحافظة على أركان الدولة ومؤسساتها واستتباب الأمن والأمان ومحاصرة الإرهاب الذي استكثر علينا جنى ثمار ثورتين عظيمتين، تمهيدًا للقضاء عليه قضاءً مبرمًا، فكانت الحملة الشاملة سيناء 2018 ليعيش كل مواطن آمنا في سربه عزيزا في وطنه.
سيادة الرئيس، لقد آمنتم أن الحرية هي الالتزام بحرية الآخرين، وأن الديمقراطية هي الاحترام للشرائع والقوانين، وإذا حادت الحرية عن هذا الالتزام، وإذا انحرفت الديمقراطية عن هذا الاحترام، فسوف يطالبنا الشعب بأن نُقوِّمَ ذلك بالإجراء الحاسم والقرار الصارم.
كما التزمتم- يا سيادة الرئيس- بسياسة خارجية متزنة ومتعقلة استطاعت أن تعيد لمصر مكانتها وسط العالم، سياسة ترتبط بالأهداف القومية والمصالح الإستراتيجية وتعزيز التضامن بين الدول التي تشكل دوائر اهتمامنا الأساسية وفى مقدمتها الدول العربية الشقيقة وحماية أمنها القومى الذي يمثل الأمن القومى المصرى، وتعزيز علاقات مصر مع أشقائها في القارة السمراء ومجموعة عدم الانحياز.
بل وترفعتم سيادتكم عن الدخول في معارك إعلامية أو مبارزات كلامية مع أي دولة، كما استطعتم جسر الهوة بين الأشقاء في فلسطين والدخول في مصالحة وطنية نرجو أن نرى ثمارها الطيبة قريبا.
إن مجلس النواب يدرك عظم المسئولية الملقاة على عاتقه، وسوف يتعاون مع كافة السلطات بإخلاص وإيجابية، لا يتغيا إلا المصلحة العليا للبلاد حيثما كانت، والإسهام في طرح الحلول الناجعة للمشكلات التي يعانى منها الشعب وتفعيل كل ما يحقق التنمية خاصة في بعدها الاجتماعى، وعلى كل الصعد.
السيد الرئيس، إذا كنا نفخر بهتاف «تحيا مصر» فإن أول مفاخر كل منا هو أننا ولدنا في مصر ونعيش على أرضها ونشارك في نهضتها، وإن مصر المستقرة هي شموخنا ومصدر اعتزازنا وسوف تعيش آمنة مستقرة، وستبقى كذلك.
السيد الرئيس، لقد نصرت شعبك في مواقف كثيرة، فوقف الله معك مؤيدًا ونصيرًا.
معك سنبذر الأمن ونحصد الرخاء..حفظ الله مصر ووقاكم من كل سوء.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته