أسعار البنزين تحرق الشعوب العربية.. شعب الأردن يثور لإلغاء قرار الزيادة والوزارة تتراجع مؤقتا.. تونس تحاول السير على نفس النهج.. وارتفاع ثمن النفط عالميا وشروط صندوق النقد تفجر الأزمة
بعد الإعلان مساء أمس الخميس، عن رفع أسعار المحروقات والمشتقات النفطية في عدد من البلدان العربية، مثل تونس والأردن، اعترضت الشعوب العربية على هذا القرار الذي اعتبرته بمثابة نار تحرقهم.
صفها واطفيها
في الساعات الأولى التي تم فيها إعلان رفع أسعار المشتقات النفطية سادت حالة من الاحتجاج في محافظات المملكة، حيث أطلق ناشطون أردنيون دعوة عبر «فيس بوك» بعنوان «صفها واطفيها» كدعوة للمواطنين للاصطفاف بسياراتهم في منطقة الدوار الرابع «مقر الحكومة الأردنية» وبذلك يتم التعبير عن احتجاجهم على رفع الأسعار بإغلاق منطقة الدوار الرابع في العاصمة عمان، وتم تعميمها في عدة محافظات.
ووقف عاملون أردنيون وموظفون أمام مقرات عملهم في مختلف أنحاء المنطقة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا أمام أماكن عملهم رافعين شعارات رافضة لفرض ضرائب جديدة ولمشروع تعديلات قانون الضريبة.
تأجيل مؤقت
وقال هاني الملقي رئيس الوزراء الأردني في بيان له وجهه للوزراء، إنه بإيعاز من الملك عبد الله يوقف العمل بقرار لجنة تسعير المحروقات نظرا للظروف الاقتصادية في شهر رمضان المبارك على الرغم من ارتفاع أسعار النفط عالميا بمعدل غير مسبوق منذ عام ٢.١٤.
يذكر أن لجنة تسعير المحروقات تصدر قرارها بتعرفة شهرية منذ العام ٢٠١١ ويرأسها أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية وتضم في عضويتها أمين عام وزارة المالية وأمين عام وزارة الصناعة والتجارة كأعضاء ثابتين، ورئيس لجنة الطاقة النيابية وممثل عن شركة مصفاة البترول الأردنية.
السير على نهج الزيادة
وترغب تونس في السير على نهج الأردن في رفع أسعار البنزين خلال أيام، إضافة إلى تأجيل زيادة أجور موظفي القطاع العام حتى السنة المقبلة، لتلبية شروط صندوق النقد الدولي للتأهل لتلقي شريحة جديدة من القروض، كما تسعى تونس إلى بيع سندات قيمتها مليار دولار خلال أول أسبوعين من يونيو الجاري؛ للمساعدة في سد عجز الميزانية التي تضررت من أزمة اقتصادية عميقة.
وتواجه تدابير التقشف الجديدة مقاومة من اتحاد الشغل ذي النفوذ القوى وربما أيضًا من عامة الناس الذين سئموا من التقشف والأزمة منذ الإطاحة بزين العابدين بن على في عام 2011.