رئيس التحرير
عصام كامل

قداسة القلم.. وأمانة الكلمة!


للكلمة كما للقلم قداسة ومكانة عالية وليس أدل على ذلك من اختيار الله سورة القلم ليزكي فيها أخلاق نبيه الكريم بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم" وهو ما يضاعف المسئولية الأخلاقية لأصحاب الكلمة مكتوبة أو مسموعة.. يستوي في ذلك الكتاب والمفكرون والمسئولون والمعارضون وهؤلاء على خطر عظيم في دنياهم وأخراهم لو كانوا يعلمون..


فالله تعالى أقسم بما يسطرون لخطورة ما يطرحونه من أفكار وآراء وما يثيرونه من قضايا وما يعالجونه من هموم وشواغل تهم المواطنين والوطن.. فهم بهذا المعنى ضمير الأمة وعقلها وبوصلتها إلى الحقائق؛ فما يسلطون عليه الضوء ينجلي ويسطع وما يسكتون أو يعرضون عنه يظلم أو يعتم ويتلاشى.. يتقدم بهم المجتمع نحو غايته المنشودة وأهدافه المرجوة إذا ما أحسنوا مخاطبة الناس بواجبات الوقت وأولوياته القصوى.. ويغرق في السطحية وتوافه الأمور والجدل والسفسطة والشطط إذا ما انشغلوا بتوافه الأمور..وهنا لا يُرجى منه خيرٌ ولا يتوقع منه نجاح.

لا شك أن منزلة أصحاب القلم والرأي رفيعة رفعة القلم الذي أقسم الله عليه.. لكن أي الأقلام تستحق تلك الدرجة الرفيعة وهذا التكريم السامي.. وهل يستوي الأخيار والأشرار.. هل يستوي المنصفون المخلصون والمغرضون الأفاكون.. هل يستوي المعتصمون بالحق الثابتون على المبادئ ومن يروجون للباطل ويدعون للزيف والبهتان..

هل يستوي من يتحرى الصدق والموضوعية والأمانة والمهنية ويتثبت من كل معلومة يسجلها مهما يكلفه ذلك من مشقة وتعب.. ومن يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون.. وينتهكون الميثاق ويشيعون الكذب ويطلقون الشائعات.. من يؤدون أمانة الكلمة ويوفون بعهدهم وقسمهم ويدفعون ضريبة الثبات على الحق.. ومن يستسهلون التضليل والخداع والنفاق ويهادنون الفساد رغبًا ورهبًا.

هل يستوي من يهدون الناس إلى سواء السبيل ومن يضلونهم ويشغلونهم بالغيبة والنميمة ونهش الأعراض والتجريح واغتيال السمعة والفتن.. من يرسمون للوطن طريقه للمستقبل ويضعون له أولوياته العاجلة؟!
الجريدة الرسمية