رئيس التحرير
عصام كامل

مواد خطيرة في نهر النيل.. إلقاء «نفايات طبية» في النيل من 40 عاما.. أهالي البحيرة يشكون «مادة رغوية» تطفو على المياه.. منظمة حقوقية تحذر من تسرب مادة «السيانيد»

فيتو

«نفايات طبية- مواد إشعاعية- مواد كيماوية» جميعها مواد خطيرة يتم إلقاؤها في مياه النيل، لتتسبب في كوارث لصحة المواطنين، ولا عزاء لهم من الأمراض التي تفتك بصحتهم ليلا نهارا، سواء الفشل الكلوي أو السرطانات، ويبقى حالهم كما هو عليه.


نفايات طبية
«نفايات طبية» كارثة جديدة في مياه نهر النيل، فبالأمس كشف محمد عمارة عضو مجلس النواب، عن إلقاء مستشفى الدلنجات المركزى بمحافظة البحيرة، النفايات الطبية والمخلفات المشعة في نهر النيل منذ 40 عاما.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج «وماذا بعد» تقديم الإعلامية علا شوشة المذاع على فضائية «LTC»، أن هناك 600 حالة فشل كلوى في مركز الدلنجات، وكذلك أعلى نسبة غسيل فشل كلوى يتم علاجها في المستشفى العام.

وتابع: «من 40 سنة ومواطنى الدلنجات يشربون مياه ملوثة والمستشفى لا يوجد بها صرف صحى ويصرف مخلفاته في نهر النيل مباشرة».

اقرأ: سكرتير عام الغربية يقود حملة لإزالة التعديات على نهر النيل (صور)


مادة رغوية
ومن ضمن المواد الخطيرة أيضا في نهر النيل، مواد رغوية انتشرت على السطح في الفترة الأخيرة هددت حياة الأهالي، ففي فبراير 2018، اشتكى أهالي محافظة البحيرة بمركز ومدينة المحمودية من تلوث مياه الشرب وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي حيث فوجئ الأهالي بمادة رغوية تشبه الصابون تطفو على سطح نهر النيل.

وهو الأمر الذي تسبب في نزول المياه من صنابير المياه بالمنازل باللون الأصفر وأثار مخاوف الأهالي فامتنعوا عن تناولها؛ بسبب تخوفهم الشديد من إصابتهم بالأمراض الخطيرة واضطرهم لشراء المياه المعدنية التي زاد الإقبال عليها بشكل كبير.

لم تقتصر الأزمة عند تلوث مياه الشرب فحسب بل امتدت إلى نفوق أسماك الزريعة بترعة المحمودية حيث فوجئ أهالي قرية زاوية غزال بمركز دمنهور طفو أعداد كبيرة من أسماك الزريعة على سطح مياه ترعة المحمودية بسبب تلوث المياه.

وبناء عليه، تقدم جمال خطاب المحامي ووكيل نقابة المحامين بالبحيرة ببلاغ للمستشار محمد أبو ثريا المحامي العام لنيابات شمال دمنهور ضد وزير الري وكيل وزارة الري بالبحيرة، يتهمهما فيه بالتقصير في مواجهة تلوث مياه النيل وأرجع في بلاغه المقيد برقم 41 لسنة 2018 عرائض كلى شمال دمنهور أسباب التلوث إلى ارتفاع نسبة الأمونيا، مما أدى إلى عدم تشغيل محطات التنقية بكامل طاقتها مما يؤدى إلى انقطاعها عن المنازل بقرى مركز المحمودية خاصة قرية فيشا وتوابعها طوال اليوم وطالب بتشكيل لجنة لأخذ العينات وبيان سبب التلوث ومدى تأثيره على صحة الإنسان والحيوانات والأسماك.

تابع: عالم جيولوجيا يوضح مصير نهر النيل بعد انشطار إثيوبيا لنصفين


مواد إشعاعية
ومن بين المواد الخطيرة التي يتم إلقائها في نهر النيل «المواد الإشعاعية»، ففي أكتوبر 2016، حذرت منظمة العدل والتنمية إحدى المنظمات الحقوقية المصرية من إقدام بعض الجهات بإلقاء مواد إشعاعية وكيماوية خطيرة بنهر النيل قد تؤدى إلى كارثة كبرى في مصر، تتمثل في عدم صلاحية المياه للشرب والاستهلاك الآدمى وإبادة الأسماك وتفشى الأمراض الفتاكة.

وحذر المتحدث الإعلامي للمنظمة «زيدان القنائى» من تسرب مادة السيانيد التي تستخدمها الشركات التركية والغربية لاستخراج الذهب بالسودان، مما أدى لتسرب تلك المواد إلى وادى حلفا وبعض الولايات السودانية، وهى مادة شديدة السمية وفتاكة تؤدى لقتل الحيوانات والأسماك والبشر.

مواد كيماوية
تندرج بالقائمة أيضا كارثة عام 2015، والذي كشفت فيه منظمات المجتمع المدنى، المعنية بشئون البيئة في محافظة قنا، عن إصابة المئات من سكان عدد من قرى المحافظة بالفشل الكلوى والأمراض الصدرية، بسبب ما وصفته بـ«التلوث الحاد الناتج عن مصنع قنا لإنتاج الورق»، مؤكدة أن المصنع يقوم بـ«تصريف مواد كيماوية خطرة في مياه النيل»، ما أدى إلى «تبوير 110 أفدنة حول المصنع»، بعد تسرب المخلفات السائلة إلى الأراضى الزراعية المحيطة به.

ورفعت هذه المنظمات دعوى قضائية ضد الجهات المسئولة في الدولة عن هذا التلوث الحاد الذي تشهده قرى المحافظة، مشيرة في دراسة لها أن هذه الملوثات أصابت 220 من أهالي بعض قرى مركز قوص- التي تقع في نطاق المصنع بمرض الفشل الكلوى في عام 2015.

الجريدة الرسمية