رئيس التحرير
عصام كامل

دموع «صلاح» وعنف «راموس» بين دعوات ولعنات المصريين!


كثيرة هي المواقع التي قدمت ملخصا لمجمل مساهمات محمد صلاح مع فريقه أمام ريـال مدريد أمس.. الفكرة جيدة ومعمول بها منذ فترة.. وهي تسمح لمن لم يشاهد أو يتابع المباراة أن يذهب مباشرة لرؤية ما يبحث عنه وهو "ماذا فعل صلاح في المباراة"!


أمس كانت أهم مباراة يمكن فيها تقديم هذه الخدمة من الصحف والمواقع الصحفية ليس لأن المباراة كانت لنهائي أبطال أوروبا لكن لأن هذا الملخص أثبت وبشكل حاسم وقاطع الدور الذي يلعبه محمد صلاح في فريقه الإنجليزي حتى إن الفريق وبعد خروج محمد صلاح لم يكن ـ تقريبا ـ موجودا بحالته الطبيعية التي عرفه الناس بها!

وهنا.. في مصر.. بل عند الشعب العربي كله.. أصاب الجذع بل والفزع من فكرة تصور أو تخيل غياب محمد صلاح عن نهائيات كأس العالم وراحت الشائعات تتداول بشأن مشاركة أو عدم مشاركة نجم الكرة المصرية والعربية والعالمية محمد صلاح.. حتى كانت إدارة منتخب مصر عند مسئوليتها وشاركت في التشخيص واقتراح العلاج مع أطباء ليفربول ومن الاتصالات المكثفة إلى الجماهير المصرية والعربية ليطمئنوهم بينما تصرف وزير الشباب المهندس خالد عبد العزيز حين حسم الجدل بشكل شبه نهائي بتصريحه فيما يشبه البيان أن علاج صلاح سيحتاج أسبوعين، وأنه بذلك سيشارك في التصفيات بل وفي ودية إيطاليا!

الاستنتاج الأبرز من السطور السابقة أن كل ما كان يتردد من وجود آخرين يتفوقون على محمد صلاح بنادي ليفربول أو حتى بمستواه غير صحيح وأنها تصريحات تتم لرفع معنويات باقي الفريق أو لعدم مغالاة صلاح في مطالبه لكن الحقيقة رأيناها بأعيننا وشاهدنا كيف تحول حال ليفربول من وجود صلاح إلى حاله بعد خروجه!

هنا أيضا يشكل صلاح الوزن الأكبر بمنتخبنا والآمال تعلق عليه لتقديم عروض طيبة ونتائج جيدة، وهذه إشارة تحتاج إلى تقييم المتابعين للمنتخب إذ كان كيف سيكون الحال لو لا قدر الله غاب محمد صلاح عن المنتخب وتصفياته؟!

على كل حال انقلب المزاج المصري من دعم ريـال مدريد حتى باستثناء مباراة الأمس إلى العكس وصب المصريون والعرب لعناتهم على "راموس" بينما تحولت دموع محمد صلاح إلى وقود غضب كاسح ضد ريـال مدريد كله وإلى الابتهال إلى الله سبحانه ليشفي سريعا نجمنا الكبير.. وعلى الأمل أن يستمر الدعاء حتى رؤية "صلاح" في روسيا ونطمئن عليه تماما، بينما تتأكد من جديد أن الأفراح والأحزان قادرة على جمع شمل المصريين والعرب عند أول لحظة وأي لحظة فارقة!
الجريدة الرسمية