رئيس التحرير
عصام كامل

«بطل صاعقة يروي أسرار المهام الخاصة بذكرى العاشر من رمضان»: السادات كلفنا شخصيا بالتعامل مع الثغرة.. أحبطنا هجوما لدبابات إسرائيلية بتدميرها.. أسرنا قيادة للعدو بحرب الاستنزاف.. و«الله

فيتو

«العاشر من رمضان يظل يوما خلده التاريخ حفرا في ذاكرتي على مر السنين، كأيقونة للجيش المصري الباسل في حربه على قوة الشر الكبرى التي زرعها المستعمر الأجنبي بالشرق الأوسط ولكن بتوفيق الله استطاع المصريون بالإيمان والعزيمة كسر شوكة وأسطورة الجيش الذي لا يقهر».. بتلك المقدمة استهل المقاتل البطل رجب عبد العزيز أحد عناصر الكتيبة 133 التابعة للمجموعة 139 صاعقة، حواره لـ «فيتو» يفتح صندوق الذكريات عن حرب أكتوبر المجيدة.


تاريخ الشرف
يقول بطل الصاعقة: «تم تجنيدي في 4 مارس عام 1970 والتحقت بسلاح الصاعقة ولتفوقي في التدريبات الشاقة تم اختياري للحصول على فرقة معلمي الصاعقة مع اللواء طارق عبدالناصر وبعدها التحقت بمدرسة الصاعقة في أنشاص ثم معلم صاعقة، وجاء الوقت للانضمام لجبهة القتال أثناء حرب الاستنزاف فالتحقت بالكتيبة 133 صاعقة».

مهام خاصة
ويستعيد رجب لحظات البطولة راويا: «كانت هناك تبة عالية على القناة ودشمة للعدو في البر الشرقي مقابله لنا وكانت تضرب علينا نارا بسلاح الهاون باستمرار فقررت القيادة أن نعبر ونهاجمهم وبالفعل أعددنا مجموعة مكونة من سبعة مقاتلين وعبرنا القناة وقتلنا كل أفراد الدشمة ورجعنا بقائدهم ديفيد ليفي مأسورا.. وبعد عدد من العمليات، القيادة اختارتنا للسفر إلى ليبيا عام 1971 قضينا فيها عام ونصف العام من التدريب الشاق».

استقبال الأبطال
وأضاف البطل: «تم استدعاؤها في عام 1973 قبل الحرب بأيام ووصلنا ميناء الإسكندرية يوم 16 سبتمبر والمفاجأة كان في استقبالنا الرئيس السادات وقادة للقوات المسلحة وأطلقوا 21 طلقة تحية لوصولنا عرفنا وقتها اننا كنا في مرحلة تجهيز لعملية كبرى لم نعلمها بعد وأخذنا إجازة 10 أيام وبعد يومين من الإجازة تم استدعاء الكتيبة وحضرنا أنفسنا للتولي المهمة يوم 26 سبتمبر وتم إبلاغنا أننا سنقوم بمشروع تكتيكي على مستوى الجيش كله بالذخيرة الحية».

تسلم الذخيرة
واستكمل:" استلمنا كل شئ جديد في جديد حتى الذخيرة والسلاح وكان سلاحنا بسيط وفي يوم 1 أكتوبر جاء الأمر بلبس الشدة كاملة وركوب السيارات بعد ساعات وجدنا نفسنا في مطار غرب القاهرة وكل مجموعة لها طائرة هليكوبتر وفي فجر 3 أكتوبر وصلنا موقعنا على جبهة القنال ومعنا القوارب المطاطه وعبرنا القنال واستلمنا المهمة وهي تأمين قواتنا أثناء الموجه الأولى للعبور وفتح مداخل من الساتر الترابي بطول خط القنال لعبور قواتنا».

فخر المقاتل
يواصل البطل رجب ووجهه يعلوه شعور الفخر: «لم أصدق انا وزملائي وقتها أن ساعة الصفر قد حانت وبدأنا مهمتنا بإرادة الله وكأن معنا جنود لا نراها تساعدنا في كل شئ ودقت ساعة الصفر في الثانية وستة دقائق وكلمة السر "الله أكبر.. بسم الله" التي زلزلت المكان وكأنها سمعت في القاهرة من شدتها وكل واحد فرحان ومبسوط ورجعت كرامتنا».

9 أكتوبر
ويتذكر رجب يوم 9 من أكتوبر قائلا المفروض أن تلتحق بنا كتيبة مشاة 509 و501 للمعاونة ولم تصلنا أي إمدادات ومع ذلك واصلنا التقدم حتى ممر متلا وهي عبارة عن قيادة لتمركزات العدو في وسط سيناء فقام طيران العدو الإسرائيلي بقصفنا فافترقنا بالصحراء لمدة أسبوع كامل من الصيام وبعدها عدنا لقواتنا التي عبرت شرق القناة مشيا على الأقدام فلم تصدق أننا مصريين

كلمة السر
وتابع: ساعدتنا كلمة السر وهي الله أكبر بسم الله في المرور ووصلنا الإسماعيلية وفي مبني الإرشاد قابلنا الرئيس السادات وعانقنا وأعطانا السحور بيده وقال لنا الثغرة منتظراكم يا رجالة.. وفي اليوم التالي 17 أكتوبر مباشرة دخلنا منطقة الثغرة وكانت مجموعتي خدمة على ثلاث عزب بالإسماعيلية وهي العمدة والخشاينة وأبو عطوة وجهزنا أنفسنا للقتال الشرس مع العدو إذا تقدم خطوة وفي يوم 22 كنا تعبنا من الانتظار فذهبنا إلى المقابر وتبعد عن العدو بــ 500 متر وجلسنا ننتظر الأمر بالتعامل وفي المغرب.

إحباط العدو
وأردف: شاهدنا العدو يعد الدبابات ويشغلها وجعلها في اتجاه طريق كوبري الجلاء وعند الساعة السابعة تحركت رتل الدبابات في اتجاهنا مرت الأولى والثانية والثالثة وعند مرور الثالثة خرجنا كلنا من أماكنا نردد الله أكبر ودمرنا الأولى والثالثة في آن واحد وانفجرت كل الدبابات والثانية كانت كلها ذخيرة فانفجرت وعليها 12 جثة إسرائيلي متفحمين.. هذا الانتصار جعل القوات الإسرائيلية تنسحب وتقوم بتطوير الهجوم ناحية السويس».

واختتم "أصبحت منطقة أبو عطوة مزارا سياحيا وكتبنا أسماءنا على الدبابات ومكان الدبابات اتحوط به سور وسمي معرض الغنائم في أبو عطوة.
الجريدة الرسمية