رئيس التحرير
عصام كامل

لم ينالوا حقهم في التكريم!


أصحاب الأقلام الشريفة ومن يدركون أمانة الكلمة ومسئوليتها هم قلة للأسف ورغم ذلك فلم ينالوا حقهم في التكريم والإشادة لا في المناسبات المختلفة ولا حتى بتخليد ذكراهم بعد رحيلهم وهو ما يجعلهم عرضة للنسيان بعد رحيلهم، يتساقطون من ذاكرة الأجيال الحاضرة والقادمة خلافًا لما يلقاه أهل الفن والطرب والرقص ونجوم الكرة الذين شبعوا شهرة وتكريما وجوائز بمناسبة ودون مناسبة.


وتلك من المضحكات المبكيات في زماننا؛ فنادرًا ما يعرف التكريم طريقه للمفكرين وحملة الأقلام وأصحاب الرأي المستنير والساسة المستقيمين الذين يملكون تأثيرًا قويًا في وجدان المجتمع بأفكارهم وآرائهم ومواقفهم التي يدفعون ضريبتها غالية، تارة من الفاسدين وانتقامهم وتارة ثانية من السلطة وغضبها وتارة ثالثة من المجتمع ذاته حين يرفضون بعض عاداته وسلوكياته التي تجافي الحق وتخاصم المنطق وتزهق روح العدل..

وما أكثر تلك الموبقات في زماننا، ناهيك عن انخراطهم في حرب ضروس ضد الإرهاب وأفكاره وانحرافاته، وغالبًا ما يكونون ضحايا لاستهداف منظم من جانب أنصار هذا الفكر الضال وأتباعه الذين تصل بهم النزعة الانتقامية حدًا يصل للتصفية الجسدية والقتل..

ومن هنا يثور سؤال: أفلا يستحق حملة الأقلام والرسالات والآراء، الصادقون في كلامهم ورسالتهم أن يكرموا بعد كل هذه المتاعب وأن ينالوا من الجوائز والإشادة ما يستحقون حتى تحتفظ بهم ذاكرة الوطن ووجدان الأجيال القادمة.

الكلمة أمانة كما قال الرئيس السيسي.. وللقلم مكانة مقدسة بنص القرآن الكريم الأمر الذي يفرض علينا وعلى كل صاحب قلم ورأي أن نحسن ما نقول، وأن نتحرى الصدق والموضوعية في كل ما نقول لو أردنا صلاحًا لمجتمعنا ودنيانا وآخرتنا.. فكل ما يلفظ به الإنسان محسوب عليه ومكتوب في صحيفة أعماله.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الجريدة الرسمية