رئيس التحرير
عصام كامل

اللافتات الإعلانية والهوية المصرية


منذ أكثر من ٢٥ عاما صدر حكم محكمة لإلزام أحد أصحاب المحال التجارية بكتابة اسم ونشاط المحل باللغة العربية حيث تم تنفيذ الحكم وانقسم الإعلان إلى جانب باللغة الإنجليزية وجانب باللغة العربية.


ومن ذلك الْيَوْمَ لم أسمع عن تغيير يحدث في مجال الإعلانات التي بدأ يتسابق مبدعوها في الكتابة باللغات الأخرى لإضفاء الهوية الأجنبية وإلصاق صفات الرقى باستبدال اللغة العربية التي يحاولون إخفاءها بلغات تخاطب المصريين بلغات الأجانب.

مع مرور الزمان اكتشفنا أننا نفتقد هويتنا يوما بعد يوم حيث أصبحت الإعلانات باللغة الإنجليزية نصادفها يوميا على الطرق أو على المحال التجارية وفى المولات وكأنها تخاطب شعبا غير الشعب المصرى والعربى في الأساس الذي يتكلم لغه فريدة نزل بها القرآن الكريم دون كل اللغات الأخرى.

هل تغيرنا إلى هذا الحد الذي يكون فيه ولاؤنا للغة الإنجليزية التي أصبح أولادنا يكتبون بها على صفحات التواصل الاجتماعي ولَم يتوقف الأمر عند ذلك إنما دخلت الأرقام الحسابية داخل الحروف الإنجليزية لتخلق لغة غريبة مطلوب منا أن نتريث حين نقرأها لأننا لا نعلمها إنما أصبح الجيل الجديد يعرفها بكل مهارة وإتقان.

في ألمانيا أتذكر جيدا أننى تحدثت الإنجليزية لأكثر من فرد متعلم ومتأكد أنه يعرف ما أقول وأشار لى أنه لا يفهم ويريد منى أن أتكلم الألمانية التي يعرفها.. إنهم يعتزون بلغتهم ويريدون من على أرضهم أن يفعلوا ذلك لا أن يفقدوا هويتهم بالإذابة في هويات الآخرين.

"لابد من تعلم اللغات وإن ذلك لا يضر" هذا كان رد أحد الشباب حين ناقشتهم في إهمال اللغة العربية واستبدال حديثنا بدخول كلمات من الإنجليزية حتى وإن لم يتفهمها المستمع.. إن وجود تلك الكلمات تعطى صورة وهمية للشاب المتفتح فلا هو التزم بالعربية لمتحدثى اللغة العربية ولا التزم بالإنجليزية لمتحدثيها إنما شوه الاثنين بدعوى التحضر والثقافة وكلاهما لا يدعمون تشويه الثقافات وأول ما يدعمونه هو تعلم اللغات من مصدرها السليم.

أرجو أن يصدر تشريع خاص بذلك لإعادة ما تبقى من اللغة العربية وأن يلتزم المتحدثون في اللقاءات والمؤتمرات بالحديث السليم دون إدخال كلمات أجنبية في الحديث وإلزامهم باحترام لغة بلادهم.

حينما نحترم لغتنا فإننا نحترم أنفسنا وهويتنا وحينئذ سيحترمنا الآخرون.
الجريدة الرسمية