رئيس التحرير
عصام كامل

طارق علام: «كلام من ذهب» خلاني أضحك مع الناس.. وجماهيرية التوك شو زائفة (حوار)

فيتو

مواطن يحلم بالمكسب، والشعور بلذة الفوز، باقتناصه «جنيه من ذهب» صدفة، مقابل الإجابة على سؤال بسيط يبدو لغزا، لكنه يحتاج للتفكير والتركيز، خلطة بسيطة صنعها طارق علام مقدم برنامج «كلام من ذهب»، ليجلس به على قمة البرامج التليفزيونية 15 عاما، وبالتحديد أثناء ظهوره في رمضان، فرغم توقف عرضه إلا أن هناك ذكريات مؤثرة في أجيال كثيرة، لتركيبته البسيطة والتعامل المباشر مع الجمهور وعرض البرنامج بصورة تلقائية.


أعوام كثيرة مرت على «كلام من ذهب»، إلا أن بطل البرنامج وصانعه الحقيقي يحمل العديد من الذكريات والأسرار التي حدثت خلف الكاميرات، ولم تعرض للمشاهد، ولم يعرفها سوى المقربين منه، فبرنامجه كان الوقت الممتع للمشاهد في شهر رمضان، في انتظار ما يحدث بشغف.

«مصر بكل تفصيلها تتلخص في كلام من ذهب، والمواطن المصري البسيط هو البطل الحقيقي للبرنامج»، يصف «علام» لـ«فيتو» طبيعة برنامجه، بأنه توليفة خاصة اختلفت عن جميع البرامج التي كانت تعرض في ذاك الوقت، فلم يتدخل فريق عمله والمعدون أيضًا في شيء سوى عرض السؤال على المواطن.

الوقت والظروف جاءت في صف «كلام من ذهب» أثناء فترة عرضه على الشاشة، فكان التعامل مع المواطن في الشارع بشكل مباشر لا يحتاج مجهودا كبيرا، فرغم رغبة الجميع في المشاركة والمنافسة للمكسب بالإجابة على السؤال، إلا أن الروح كانت مختلفة وكلها حب وتسامح، يروى علام رحلته مع البرنامج من البداية، وكيف انفرد بتقديم محتوى مختلف عن غيره جعله متميزا.

دوره في البرنامج كان محددا، ومرسوما بخطوات أساسية يحاول تنفيذها بدقة دون الخروج عن النص، أو خدعة المشاهد كما يحدث في بعض البرامج التي أصبحت بالنسبة له أشبه بالكوميديا، يقول «أنا مش كاميرا خفية ومش بنزل أعمل حاجات فيها إسفاف وكل واجبي كان النزول في وسط الناس عشان نتثقف ونطلع بمعلومة».

الخريطة اليومية لتصوير حلقة واحدة تحتاج للتواجد في مناطق متعددة، والتنقل من مكان لآخر بسرعة كبيرة، حيث كشف مقدم «كلام من ذهب» خطته اليومية قائلًا: «محدش شاف ولا يعرف كنا بنصور إزاى فرغم سهولة المرور وقتها إلا أن جماهيرية البرنامج كانت عائقا بعض الشىء بسبب انقلاب المكان الذي أتواجد فيه».

ارتباط البرنامج بـ«رمضان»، كان له مذاق آخر، فلم يفكر ما نوع الإفطار الذي سيتناوله برفقه فريق عمله، وأين يتناوله؟ كل ما يريده هو التصوير دون التفكير في وقت الإفطار، لأنه مستمتع بتجاوب الجمهور معه، مؤكدًا أن إخلاص فريق العمل كان سبب نجاح «كلام من ذهب» طوال سنوات عرضه قائلًا :«يوم بنفطر كشرى ويوم فول وممكن كباب وكفتة بس كان كل اللى معايا فرحانين وبيضحكوا وراء الكاميرا عشان بنعمل حاجة بنحبها وحاسينها كويس».

رغم نجاح برنامجه ووصوله لشريحه كبيرة من الجمهور، إلا أنه لم ينس لحظات الحزن والألم التي مر بها أثناء تصوير البرنامج داخل «قصر العيني»، بنفس المكان الذي توفى فيه والده على سرير المرض، بسبب خطأ طبي، ليسترجع بعض الذكريات المشئومة، ليسرد تفاصيل وفاته والتواجد بعدها بسنوات داخل إحدى الغرف: «والدى تعرض لنزيف في الشغل، وكان عندي وقتها ثلاث سنوات، وتم نقله لقصر العيني، لكن لم يذهب عن ذاكرتي مشهد وفاته وأنا جالس داخل عربية الموتي التي كانت وسيلة نقله للمستشفي، بعد مرور فترة كبيرة دخلت لقسم الكبد أثناء التصوير وكان تكييف الغرفة معطلا ومتوقفا اصلاحه على 3 آلاف جنيه، وتواصلت مع شركة لإصلاحه، لذلك دائمًا أحاول التواصل مع الناس ومعرفه مشاكلهم لأنني مررت بنفس الأزمات».

رؤيته لبرامج «التوك شو» وانتشارها الفترة الأخيرة، كان غير متوقع، قائلًا :«البرامج دلوقتي أضرارها أكثر من فوائدها، وأصبحت كل هدفها الهدم باستمرار إلا مجموعة صغيرة منها»، 

ذكرياته الجميلة مع البرنامج كانت سر سعادته واستمراره رغم الصعوبات التي تعرض لها قائلًا :«نصف الحكاية كانت تنتهي بعد ما انزل الشارع والناس تشوفني وتضحك، لذلك كان دوري إني أضحك معاهم مش عليهم والفرق بينهما خط رفيع جدًا، عشان كده أنا أكثر شخص أتحضنت واتبست على الشاشة حتى الآن».

استكمل «علام» حديثه قائلًا :«دلوقتي إحنا بنعكنن على بعض بسبب اهتمام المذيع بلعنة السوشيال ميديا، ورغبته في المشاهدات الأكثر، وأيضًا فساد وكالات الإعلان بالسير وراء الأرقام المغلوطة من أجل تحقيق أكثر عائد مادي».

فترة الثورة كانت صادمة فلم أستطيع العمل بسبب الباعة الجائلين، وحالة الفوضى التي تأثر بها الشارع المصري، فكان آخر ظهور للبرنامج عام 2014، لكن نجاح «كلام من ذهب» دليل على نجاح الأخلاق والطيبة ونجاح للشعب المصري.


الجريدة الرسمية