رئيس التحرير
عصام كامل

الصدفة خلقت مدفع الإفطار.. 3 روايات مختلفة حول بداية ظهوره في القاهرة.. محمد علي والخديوي إسماعيل والسلطان خشقدم أبطال الرواية.. الآثار طلبت إيقافه في التسعينات.. والدولة تستجيب وتنقله إلى مكان آخر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

على الرغم أننا لم نعد نسمع صوته سوى عبر شاشات التلفاز والمحطات الإذاعية إلا أن صوته لا يفارق أذهاننا في شهر رمضان "مدفع الإفطار" من أشهر المعالم التي يتميز بها الشهر المعظم، يرتبط اسمه في أذهان المصريين بالذكريات الكثيرة الرائعة، ويستخدم كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار، بالإضافة إلى  أنه تقليد متبع في الكثير من الدول الإسلامية، إلا أنه يرتبط بالعديد من الروايات التي يدونها التاريخ.


السلطان المملوكي
في البداية، اختلفت الروايات حول ظهوره أول مرة في مصر، فتقول الرواية الأولى إن القاهرة هي أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم رمضان عام 865 هجريًا أراد السلطان المملوكي "خشقدم" أن يجرب مدفعا جديدا وصل إليه من أحد الولاة، وبالصدفه جربه وقت غروب الشمس.

وفي اليوم التالي تجمع عدد من العلماء والأهالي وذهبوا إلى قصر الوالي لكي يفطروا معه، وانتهزوا الفرصة وشكروه على تلك العادة الجديدة التي استخدمها لتنبيههم بميعاد الإفطار، الأمر الذي جعل الوالي يأمر بإطلاق مدفع الإفطار كل يوم في رمضان وقت غروب الشمس.

محمد على باشا
وتقول رواية أخرى، عندما كان محمد على باشا واليا على مصر كان مهتمًا بتحديث الجيش المصري وبنائه بشكل قوي، وفي يوم من الأيام وأثناء تجربة قائد الجيش لأحد المدافع المستوردة من ألمانيا انطلقت قذيفة المدفع مصادفة وقت آذان المغرب في شهر رمضان، وكان ذلك سببًا في إسعاد المواطنين الذين اعتبروه أحد المظاهر المهمة بالاحتفال بهذا الشهر الكريم.

الخديوي إسماعيل
وفي رواية ثالثة، تقول إن هذا التقليد بدأ في عهد الخديوي إسماعيل، وذلك عند صيانة أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة على سبيل الخطأ وقت غروب الشمس في أول يوم رمضان، وأن الأميرة فاطمة إسماعيل بنت الخديوي، أمرت باستمرار المدفع بعد أن صادف القبول عند المصريين.

الإذاعة والتليفزيون
وفي عام 1934 تم استخدام صوت المدفع في الإذاعة وذلك بعد تأسيسها، ونقل التليفزيون المصري عام 1960 صوت مدفع الإفطار والإمساك، وكان يطلق 21 طلقة خلال أيام العيد.

جبل المقطم
جاءت هيئة الآثار المصرية في بداية التسعينيات لتطلب من وزارة الداخلية وقف إطلاقه من القلعة خوفًا على المنطقة التي تعد متحفًا مفتوحًا للآثار الإسلامية، إذ تضم قلعة "صلاح الدين الأيوبي" التي بناها عام 1183 م، و"الجامع المرمري" الذي بناه "محمد على" الكبير وفقًا للطراز المعماري العثماني عام 1830م، علاوة على جامعي "السلطان حسن"، و"الرفاعي"، و"متاحف القلعة الأربعة"، وحذرت الهيئة من أن إطلاق المدفع 60 مرة في سحور وإفطار رمضان تؤثر على العمر الافتراضي لتلك الآثار بسبب الاهتزازات الناجمة عن إطلاقه.

وبالفعل تم التفكير في نقله إلى مكان آخر، واستقر الرأي على جبل المقطم مرة أخرى، حيث تم نقل مدفعين من المدافع الثلاثة الباقية من أسرة محمد على إلى هناك، وتم الإبقاء على المدفع الثالث كمعلم سياحي في ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين يطل من ربوة مرتفعة على القاهرة.

وحتى الآن يسمع المصريون صوت المدفع عبر الراديو أو عبر شاشات التليفزيون التي تعتبر من تراث وتقاليد رمضان.
الجريدة الرسمية