رئيس التحرير
عصام كامل

سباق التسليح النووي يهدد منطقة الشرق الأوسط.. طهران تمتلك قنبلة نووية خلال عام.. الاستفزازات تدفع السعودية للرد النووي السريع.. مصر والجزائر وتركيا في القائمة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أثار قرار الرئيس دونالد ترامب الأخير بالانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية وعرضه مساعدة المملكة العربية السعودية لبناء مفاعلات نووية قلقا كبيرا بشأن تهديدات يواجهها الشرق الأوسط في المستقبل القريب إثر تصاعد حدة سباق التسلح النووي.


التسليح الإقليمي
ويتسبب سباق التسلح الإقليمي في مخاطر حقيقية لدول المنطقة، ففي حال استأنفت إيران برنامج أسلحتها النووية فسوف يسعى السعوديون بالتأكيد إلى تحقيق أهدافهم الخاصة في المجال ذاته وهو ما قد يتبعهم فيه الجزائر ومصر وتركيا وغيرهم.

ويحتاج تجنب تلك العواقب احترام اقتصاديات الطاقة غير النووية، التي يتم تفضيلها في الشرق الأوسط على استخدام الطاقة النووية.

قنبلة إيران
يمكن أن تحصل إيران على قنبلة في غضون عام، حيث عملت على تصميم قنبلة 10 كيلو طن مسبقا، أما بالنسبة لتخصيب اليورانيوم المستخدم في صناعة الأسلحة، فيمكن لطهران على الأرجح تجديد أسطولها من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج ما يكفي من القنبلة الأولى في غضون ثمانية إلى عشرة أشهر.

بعد ذلك يأتي خيار إعدام البلوتونيوم من الوقود المستهلك المتولد من مفاعل الطاقة في بوشهر، بافتراض أن إيران تفتقر حاليًا إلى مصنع فصل كيميائي صغير، ويمكن لطهران أن تبني واحدة من الصفر في غضون ستة أشهر.

يتمكن هذا المصنع من علاج ما يعادل القنبلة الواحدة من البلوتونيوم في غضون أسبوع تقريبًا وقيمة قنبلة يومية بعد ذلك، وبالنظر إلى عمل طهران السابق في تصميم الأسلحة، فمن المعقول أن نفترض أن إيران سيكون لديها جهاز انفجار داخلي جاهز ويمكنها تحضير البلوتونيوم أو اليورانيوم عالي التخصيب لوضعه في قلب الجهاز بسرعة نسبية.

ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تميل طهران نحو خيارات القنبلة إذا لم يكن هناك سبب آخر غير أن ترامب حذرها من القيام بذلك.

استفزازات نووية
يمكن للاستفزازات النووية أو العسكرية الإيرانية أن تدفع الرياض إلى تطوير قدراتها النووية كوسيلة للاحتياط، خاصة بعد تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير بأنه إذا حصلت إيران على قدرة إنتاج أسلحة نووية، فإن المملكة العربية السعودية ستفعل كل ما يتطلبه الأمر لفعل الشيء نفسه.

في هذه الحالة تستطيع الرياض أن تطالب الصين التي حصلت على صواريخ سعودية قادرة على إنتاج أسلحة نووية، أو باكستان، التي يمول السعوديون برنامجها لصنع القنابل، لإرساء أسلحتهم النووية على الأراضي السعودية، وتستطيع الصين وباكستان القيام بذلك بشكل قانوني بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي طالما بقيت الأسلحة النووية تحت السيطرة الصينية أو الباكستانية.

ومع ذلك، فوفق فورين بوليسي، يفضل السعوديون الحفاظ على السيطرة بأنفسهم، الأمر الذي يفسح المجال أمام إمكانية قيام الصين أو باكستان بمساعدة الرياض على الحصول على الوسائل اللازمة لتخصيب اليورانيوم الخاص بها، ويمكن القيام بذلك عن طريق تبادل المعلومات التي تسمح للسعوديين بالحصول على الأجزاء والخطط اللازمة لإكمال مصنع خاص بهم.

الجريدة الرسمية