أثريون: مسلسلات رمضان جسدت قضايا الآثار بشيء من الفانتازيا
قال الأثري محسن علي، مفتش آثار بالمنيا، إن بعض المسلسلات التي تعرض في رمضان الجاري مثل ربع رومي، وخفة يد، وطايع، تناولت الآثار المصرية بشيء من الفانتازيا أو بمعنى أدق الضحك للضحك فقط والبعض الآخر تناول الآثار بشيء مخالف للحقيقة وبعض المبالغات على سبيل المثال مسلسل طايع، في السياق الدرامي نرى أن بعض علية القوم ينقبون عن الآثار بالاستعانة ببعض البعثات الأجنبية، وهذا مستحيل ولا يمت للحقيقة بصلة، الدولة فقط هي التي تسمح للبعثات للتنقيب الأثري العلمي والممنهج.
ومن جانبه أكد الدكتور حازم الكريتي، مفتش آثار بمنطقة سقارة، أنه ليس راضيًا عن تناول هذه المسلسلات لقضايا الآثار؛ لأنه من شأنها حث الناس على الاتجار بالآثار وبيع تاريخ مصر وحضارتها التي علمت البشرية بأكملها فكان من الأولى لهذه المسلسلات أن تتناول كيفية نشر الوعي الأثري بين المصريين وتعريفهم بمدى أهمية آثارنا وحضارتنا المصرية القديمة والحفاظ عليها من خلال تناول دور الأثري، وكذلك دور إخصائي الترميم ودور البعثات المصرية والأجنبية ووزارة الآثار وكيفية حفاظهم على الآثار وكيفية استخدام الأساليب الحديثة في حفظ وصيانة الآثار، وكذلك الدور الأمني المتمثل في شرطة السياحة والآثار؛ لأن كل هؤلاء يبذلون دورًا عظيمًا وصعبا للغاية بداية من اكتشاف الأثر وترميمه والحفاظ عليه وهذا دور وزارة الآثار، ومنع سرقته وتغليظ عقوبة السرقة وهذا دور القضاء والجهات الأمنية فالكثير من المواطنين خاصة غير المتخصصين لا يعرفون هذه المجهودات المبذولة تجاه الحفاظ على الأثر.
وأوضح أن هذه الجهات تعد بمثابة الجندي المجهول فلو عرف المواطن قيمة الأثر ومدى الصعاب الشاقة التي تواجهها كل هذه الجهات المعنية المذكورة سالفا لما استهان بقيمة الآثار ولما قام بالاتجار بها فهذا يعد بيعا لتاريخ مصر العريق، كذلك أيضًا هناك العديد من المواطنين لا يعرفون ما هي مهنة مفتش الآثار وما هي طبيعة عمله فعندما تتحدث لبعض المواطنين المصريين على أنك تعمل مفتشا للآثار فإنه يفاجئك متسائلًا يعني إيه مفتش آثار؟ وماذا يعمل بالضبط؟ وعندما تحدثه أيضًا عن دور إخصائي الترميم لا يعلم المواطن عنه شيئًا أيضًا وهذا نتيجة لقلة وعدم تعريف المواطن بالدور العظيم الذي يقوم به هؤلاء رغم أنهم هم أساس العمل الأثري، كذلك أيضًا كان بإمكان هذه المسلسلات أن تتناول كيفية تسليم المواطنين للآثار للجهات المعنية والأمنية في حالة عثورهم عليها مصادفة وكيفية تكريمهم من هذه الجهات فهذا سوف يحفز الكثير من المواطنين على التعاون مع الجهات المعنية للحفاظ على الآثار وكذلك الإبلاغ عمن يتاجرون بتاريخ بلادنا.
