رئيس التحرير
عصام كامل

بعد نقل سفارتها لـ«القدس».. فاروق حسني: ترامب «مالوش» في السياسة .. وأمريكا تطبق مبدأ «فرق تسد».. وتخطينا مرحلة «التطبيع مع إسرائيل».. «البترول» أساء

فاروق حسني
فاروق حسني

ما زالت وقائع الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتي جرت بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، تحرق قلوب الشعوب العربية كالنار في الهشيم، فلم تعد الخسارة تخص الشعب الفلسطيني وحده، وضياع قضية السلام في المنطقة، وإنما أصبحت سياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تشكل مخاطر كبرى وتهديدات صريحة على المنطقة العربية بأكملها، وهذا ما يدعونا إلى إعادة التفكير بعين مفتوحة وعقل واع للغاية.


وقال الفنان فاروق حسنى؛ وزير الثقافة الأسبق، إن إسرائيل دولة بها ثقافة مهمة، ولكنها دولة ليس لها تاريخ، فغير صحيح أنها «دولة بلا ثقافة» فإسرائيل تمتلك مبدعين على أعلى مستوى من كتاب ومسرحيين وسينمائيين وموسيقيين وعلماء، فهى متقدمة، مشيرا إلى ضرورة وضع ذلك في الاعتبار، وإذا لم نفعل فنحن واهمون.

الأدب الإسرائيلى
وأضاف حسنى أنه كان ينوى ترجمة كل الأدب الإسرائيلى، لما لديهم من كتاب مبدعين وأفلام جميلة للغاية، مؤكدا أنه أول من وقف ضد التطبيع وقت أن كان مرشحا لرئاسة منظمة اليونسكو، معللا ذلك بأنه كان يخشى من أن نصل لنقطة معينة، وهى أن إسرائيل كانت تعتمد في اقتصادها على الإعلانات الأمريكية آنذاك، فعندما تُطبع فالمنطقة بها ملايين العرب، وصناعة إسرائيل كلها كانت ستوزع بالمنطقة، وهذا كان سيزيد من قوتها فرفضت التطبيع وكانت تلك وجه نظرى، مشيرا إلى أننا الآن تخطينا تلك النقطة، قائلا: "خلاص بقى.. تطبع أو ماتطبعش المسألة لم تعد تهمني".

التطبيع اللامرئي
وأوضح وزير الثقافة الأسبق لـ«فيتو» أن إسرائيل وصلت اليوم، إلى ما يسمى التطبيع اللامرئي ولا بد أن نعترف بهذا، ويجب علينا التعرف على ثقافتها، فالحقيقة والواقع أقوى من الشعارات الواهية.

وفيما يخص سياسة دونالد ترامب، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بأنها عاصمة إسرائيل، رأى فاروق حسنى بأنه «مالوش» في السياسة، فتعامله مع العالم لا منطق فيه ولا كياسة، وقال: "علينا أن من هذا المنظور حتى نعامله بالقدر الذي يستحقه"، مؤكدا أن أمريكا تعمل كآلة للتفرقة في المنطقة مستخدمة المبدأ السياسي العسكري «فرق تسد».

وحدة المنطقة العربية
ورأى فاروق حسنى، أن المنطقة العربية لا يمكن أن ينصلح حالها إلا عند اتحادها كجبهة واحدة، مع إنهاء كل الخلافات العقائدية الدينية والسياسية.

وأكد أن هناك من يترصد بالمنطقة، ولن يتحقق الأمن إلا بالتكتل المتعاون والمتفاهم والمتبادل في المصالح والمواقف السياسية، مشيرا إلى أنها تحتاج إلى زعيم يجمعها ويكون لديه رؤية وفلسفة واضحة، ويفصح عن المخاطر الجسيمة المحدقة بالعرب، وقال: "فهم ينتجوا الأسلحة ونحن نشتريها كى نقضي على بعضنا البعض، وآن الأوان أن نفكر في الأمر بعين مفتوحة وعقل واع للغاية".

وأشار إلى أنه من الممكن أن تكون هناك وحدة عربية، ولكن عندما ينقشع الضباب عن المنطقة، وقال: "للأسف الواقع يقول إن عقول حكام المنطقة يسير كل منها في وادي مختلف، وأمريكا تلعب على ذلك، فالبترول السبب الرئيسي في الإساءة للمنطقة بأكملها".
الجريدة الرسمية