رئيس التحرير
عصام كامل

نافخة الكير بقنا: الشغل وسط النار أرحم من سؤال الناس

فيتو

"عند الدخول إلى مدخل سوق مركز الوقف تجلس سيدة وزوجها وأطفالهما الصغار، وبجوارهم جرة بها فحم ومنفاخ كبير الحجم، يقومون بصهر الحديد حتى يصبح لينا ليستطيعوا تصنيع أدوات الزراعة التي يستخدمها المزارعون في عملهم، وعلي الرغم من صعوبة النفخ في أصعب مهنة الأنبياء والرسل إلا أن نساء الصعيد أجبرت الجميع على احترامهن والصمود أمام أي صعب".


ومن بين صاحبات العزيمة التي لا تلين ام محمود التي تساعد زوجها واطفالها من خلال مهنة "نافخ الكير"

قالت أم محمود إنها تعمل مع زوجها في هذه المهنة منذ عدة سنوات، قائلة" منذ أن تزوجنا ونحن نعمل سويا ولم يفرقني عنه في هذا العمل إلا عندما حملت في أولادي وبعد إنجابهم كنت أعود إلى العمل معه مرة أخرى".

وأشارت، إلى أن هذه المهنة صعبة جدًا خاصة أنها تستلزم العمل طوال الوقت أمام النار، لافتة إلى أن االكير هو عبارة عن أحجار من الفحم ونبدأ بعدها في النفخ حتى تشتعل النيران وينصهر الحديد ويصبح لينا نتمكن من خلاله عمل أشكال مختلفة من الأدوات الزراعية وبحسب الطلب إذا كان هناك بعض الأشياء المعينة المطلوبة من زوجي.

مش بخاف من النار
وعندما تجد سيدة ترتدي جلبابا أسود وتربط على رأسها شالا وتجلس بجوار النار تظن للنظر من بعيد أنها رجل ولكن المفاجأة عندما تقترب وتجد تلك السيدة التي رسمت شقاوة الزمن والعمل والإجهاد ملامح وجهها.

واعربت أم محمود عن سعادتها بالعمل مع زوجها، قائلة "أنا مش بخاف من النار وسعادتي وأنا شغالة وبساعد زوجي في العمل، وعندي أشتغل أحسن من أن أولادي يشتغلوا.. خليهم يتعلموا أحسن ويخدوا شهادة".

وأكدت على أن هناك الكثير من الصعوبات التي واجهتها عندما كانت تساعد زوجها في هذه المهنة منها لسع النار دون قصد والنفخ لوقت طويل، هذا بالإضافة إلى أن الفحم يسبب الكثير من الأمراض الصدرية، ولكن هذا الأمر ليس باختيارنا قائلة "لقمة العيش صعبة.. ومحدش بيسلف حد.. والشغل وسط النار أرحم من سؤال الناس".

وأضافت، أنها تعمل مع زوجها من أجل توفير أجرة العامل، قائلة "اللي نوفره من أجرة العامل نصرف بيه على العيال الصغيرة المحتاجة، وبرضوا بحافظ على صحة زوجي.. وكل واحد فينا بيساعد الثاني على قد ما يقدر عشان نقدر نعيش في ظل الظروف الصعبة اللي إحنا فيها".
الجريدة الرسمية