ورش صناعة «قدرة الفول» بالدويقة.. من هنا تتزين مائدة السحور (فيديو)
عند الانتهاء من السير في منعطف منطقة الدويقة الملاصق لمستشفى الشيخ زايد الحديث، وبينما تتدافع أجساد صغيرة ذات وجوه سمراء، نحو الجهة اليسرى للشارع متتبعين صوت مطارق وآلات حادة يصدر من نهاية النفق الجانبي لنهاية الشارع ذاته، يستقبلهم الحاج سيد الشيخ بوجهه الممتعض الذي اعتاده الشباب العامل في الورشة، فهو الموعد الرسمي لضغط العمل وتكثيف أوقاته، فالعمل في ورشة "آل الشيخ" لصناعة "قدرة الفول" قائما على قدم وساق منذ نهاية الشهر الماضي.
"إحنا هنا من بداية الثمانينيات وقت ما كان والدي متولي مهمة مباشرة العمال، بنصنع كل ما يتعلق بالأواني الألمونيوم اللي بتستخدم في عمل الفلافل والصلصة والأرز وغيرها، إضافة إلى صناعة تفردنا بها وهي قدرة الفول" هكذا بدأ سيد الشيخ حديثه، مؤكدا أنه مع اقتراب بزوغ هلال شهر رمضان المبارك، يتسارع الجميع نحو حجز دوره في الصفوف الممتدة أمام باعة الفول، سواء "السريحة" أو المستقرين في مكان ثابت، فاليوم الرمضاني المصري لا يكتمل إلا بوجبة فول "متينة" في نهاية اليوم، "قدرة الفول الطلب عليها يمكن بيزيد نسبيا قبل رمضان، وسعرها بيفضل ثابت وكذلك الأحجام اللي بتبدأ من 5 كيلو وحتى 25، وعلى حسب حاجة الزبون بنكلفها".
تمر صناعة قدرة الفول في ورشة عم سيد خافتة الضوء ثقيلة الهواء، جراء تراكم رايش الألومنيوم على جدرانه، تمر بعدة مراحل، لكل مرحلة عمالها المتخصصين، بينما يشرف سيد على كل مجموعة بالتساوي، بداية من طرق القطعة المعدنية لصقلها وجعلها أكثر صلابة، حتى المرحلة الأخيرة التي يتم فيها لحام القطعتين معا ثم طرقهما لتتخذا الشكل المزخرف الثابت، ثم دق شعار الورشة على الجزء العلوي من القدرة.