«زي النهاردة».. الملك فاروق يتناول طبق الفول من قدرة الحاج عليّ
في مجلة المصور عام 1937، كتب فكرى أباظة موضوعًا عن قدرة الفول الوجبة الأساسية على المائدة المصرية في شهر رمضان، قال فيه: «سمع جلالة الملك فاروق عن أكلة الفول المدمس التي يجتمع عليها جميع السكان في مصر ويزداد الإقبال عليها في رمضان على مائدة السحور، وعلى أن هناك رجلا يدعى الحاج على على عاصى له محل شهير في دمنهور يقدم طبقا فريدا من الفول المدمس، وذات مرة كان الملك مسافرا بالقطار الملكى وفى محطة دمنهور طلب أن يتذوق طبق الحاج على وبالفعل تذوقه كما تذوقته الحاشية المرافقة له، بعدها أمر بأن يتضمن إفطاره يوميا في الصباح هذا الطبق، اعتاد الحاج على أن يرسل إلى القصر يوميا من دمهور 6 قدر من الفول المطهى صنعت خصيصا من الفضة وتنقل يوميا بالسكة الحديد».
والفول هو طعام الفقراء، وهو الطعام المصرى الشهى ولا تخلو الموائد المصرية الفقيرة أو الغنية منه في رمضان حتى اكتسب الفول شهرة عالمية.. ومن هنا انتشرت قدرة الفول في المطاعم الشعبية ونجحت خلفها قصة كفاح مرير في سبيل لقمة العيش، ويعمل في هذه المهنة 500 شخص من أبناء الواحات فيضرمون النار في الحمامات ثم يدسون فيها القدور ويسهرون على مدها بالماء حتى ينضج الفول، كما يوجد بالقاهرة وحدها 16 ألف مطعم شعبى يقدم الفول.
ويستهلك القطر 50 ألف إردب من الفول تستهلك منها القاهرة وحدها 27 ألف إردب، ثمن الإردب 5 ــ 6 جنيهات، تستهلك أيضا القاهرة في شهر رمضان استهلاكها في عام كامل.