عمرو خالد والدعاة الجدد والتجارة الرخيصة باسم الله
ظهر من يسمون بـ"الدعاة الجدد" قبل نحو 20 عامًا، كانت مصر في حقبة زمنية تشهد صعود تزاوج رأس المال والسلطة، وكان الدين في المعادلة أيضًا، وليس أدل على ذلك من أن أول ظهور لعمرو خالد كان في نادي الصيد، نادي الطبقة المخملية في المجتمع، وبرعاية من رجال أعمال كبار كانوا مقربين للسلطة آنذاك.
كان عمرو خالد مرتبطًا تنظيميًّا بجماعة الإخوان، غير أنه منذ يومه الأول كان برجماتيًّا بامتياز، عرف أن طريقه يتعارض مع جماعة تصر على السمع والطاعة وترفض الحرية، فابتعد عنها بكامل إرادته سعيًا وراء الارتباط برجال المال والأعمال وبالشباب "الهاي كلاس"، وما هي إلا سنوات قليلة حتى أصبح الداعية الشاب نجم مجتمع، رغم سطحية الأفكار التي يقدمها، وعدم إلمامه الكامل بالعلوم الشرعية.
وعلى درب عمرو خالد، ظهر في مرحلة لاحقة دعاة آخرون يرتدون الكاجوال، أمثال مصطفى حسني ومعز مسعود، الذين صاروا نجومًا أيضًا، يتقاضون أجورًا بالملايين، غير أن عمرو خالد تحديدًا ظل في صدارة هذه المجموعة، ربما لأنه يعرف كيف يدير موهبته اللامعة ويتنقل في أحضان الإخوان تارة، والنظام تارة، وفى أحضان رجال المال تارة أخرى.
لم يكن عمرو يومًا داعية إسلاميًّا بحق يملك علمًا شرعيًّا ولهذا لم يكن مفاجئًا لي أن يظهر الرجل مدى فداحة جريمته في حق الدين، عندما امتهن الدين ليظهر في إعلانات غير لائقة آخرها إعلان دواجن وطنية ليقول كلامًا يعبر بوضوح عن أن الدعوة إلى الله عنده تجارة رخيصة سقط فيها مع سبق الإصرار والترصد من أجل حفنة دولارات.
لا شىء يمكن أن يبرر ما فعله "الداعية" – كما يحب أن يصف نفسه – فهو يتقاضى الملايين من برامجه ومحاضراته منزوعة الدسم وارتباطه بمشاريع لرجال أعمال، لا شيء إلا أنه صار مدمنًا للظهور، مدمنًا لجني المال بأي وسيلة حتى لو كانت مسيئة للدين ذاته، ويبقى أن على الأزهر أن يكون له موقف واضح من الحديث باسم الإسلام على الشاشات من أجل المال وحده.