«الأزهر يرد على الحملات العمياء».. الإمام الأكبر: تشويه تقوده شخصيات مصرية وعربية ضد المشيخة.. لا نعيرها اهتماما ونسير في طريقنا.. والجندي: نحتاج إلى قانون يحكم «العهر الفكري»
معارك جانبية البعض يديرها في محاولة منه لجر قيادات المؤسسة الدينية الأكبر في العالم، لمستنقع الأزمات، فتارة يفتح هؤلاء النار على جهود المشيخة ذاتها، وتارة على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأخرى يكون المقصود بالهجمات هم قيادات المشيخة بالداخل، وتنوعت أشكال تلك الهجمات، واستخدم أصحابها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وهو مادفع شيخ الأزهر للحديث عن تلك الهجمات، مشيرًا إلى أن هناك حملة ممنهجة لمحاولة النيل من المشيخة.
حديث الإمام
وكشف الطيب، خلال حواره مع برنامج «حديث العرب»، المذاع عبر فضائية «سكاى نيوز عربية»، تفاصيل الهجمات التي يتعرض لها الأزهريين قائلا: إن هناك «حملة ممنهجة تقودها شخصيات عربية ومصرية، تعمل على تشويه كل خطوة يخطوها الأزهر الشريف في اتجاه الإصلاح تفيد العرب والمسلمين».
وسطية المناهج
وقال «الطيب»، معلقا على هذه الحملة: «لا نعيرها اهتماما ونسير في طريقنا.. أما المناهج التي يدرسها الطلاب، هي التي تخرج عليها أن وجيلي وجيل قبلي وآخر بعدي»، متابعا: «لم يسجل في يوم من الأيام أن الأزهر كان له خريج إرهابي».
وشدد على أن «جميع قيادات الحركات الإرهابية، لا ينتمون ولم يتخرجوا في الأزهر وهذا ما يغفله من يعيبون علينا فهذه حركات لها خلفية إسلامية مزورة عملنا عليها وندرسها الآن لطلاب الإعدادي والثانوي من حيث ماذا يعنى التكفير والإرهاب وسبل مقاومته».
حملات تشويه
وكان آخر فصول تلك الهجمات هو ما أكدته مصادر بالأزهر أنه خلال الفترة الماضية رصدت المشيخة قيام عدد من صفحات التواصل الاجتماعي المجهولة، بشن حملة لتشويه الأزهر والمستشار محمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر، وانطلقت تلك الحملة بداية عبر لجان إلكترونية على عدد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وامتدت إلى أحد البرامج التليفزيونية التي كالت الاتهامات للأزهر الشريف ومستشاره القانوني دون أي بينة أو دليل، بل تخطى الأمر إلى الطعن في أسرته وعدد من الجهات القضائية واتهامها بالتواطؤ مع الأزهر ونعتها بعبارات توجب المساءلة القانونية.
كلمة السر
وطبقا لمصادر بالأزهر فإن كلمة السر في تلك الهجمة الأخيرة على الأزهر هو رفضه التنازل عن حقه في القضية التي أقامها ضد أحد الصحفيين لنشره مقالات تتضمن معلومات ووقائع كاذبة عن الأزهر وشيخه ومستشاره، وحكم عليه فيها بالسجن أربع سنوات مع الشغل وعشرين ألفا جنيها غرامة بعدما تأكد لدى كافة درجات التقاضي كذب ما ذهب إليه الصحفي من ادعاءات.
محاولة ضغط
وأضافت المصادر أن الصحفى حاول الضغط بشتى الوسائل للتنازل المشيخة عن حقها القانوني، وأن المشيخة تشهد بين الحين والآخر زيارات للعديد من الشخصيات من أجل الوساطة في تلك القضية وإقناع فضيلة الإمام الأكبر بالتنازل عنها في مقابل تقديم الصحفي صاحب الواقعة كافة أشكال الاعتذار التي يقبلها الأزهر، وكان على رأس تلك الشخصيات مكرم محمد أحمد رئيس المجلس للإعلام وعبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين وضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات وغيرهم،ولكن باءت تلك المحاولات جميعها بالفشل نظرًا لتمسك الأزهر بحقه القانوني الذي كفله الدستور وحرصه على تطبيق القانون حتى لا تصبح المؤسسات عرضه لتوجيه الاتهامات بدون دلائل.
موقف الأزهر
وحول سر صمت شيخ الأزهر عن ذلك، قالت المصادر: «المتابع للشأن الديني في مصر يلاحظ أنه في مرات قليلة تحدث شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن الهجمات التي تتعرض لها المشيخة، وأكد أن الهجوم على الأزهر وقياداته أصبح أمرًا معتادًا، وأصبح وقته معروفًا لدى الجميع، وأنه عادة ما يكون بعد وقوع أي عمل إرهابي، أو تحقيق الأزهر أي نجاح في الداخل أو الخارج، وتابع: "وليس لدى تفسير لهذا الإصرار المُلح على تكرار تلك الهجمات على الأزهر وأبنائه، مؤكدًا أن القائمين على تلك الهجمات يريدون تزييف وعي المسلمين، ويحاولون - في سعي بائس- خلخلة مكانة الأزهر لدى العامة".
مؤسسة علمية
وأشارت إلى قول شيخ الأزهر: "نحن مؤسسة علمية تعليمية ذات رسالة تنويرية وليس لنا مطامع سياسية، ولن يسمح الأزهر أن يستخدم اسمه وزخمه لخدمة اتجاه سياسي أو حزبى أو غير ذلك؛ لأن الأزهر على مدى تاريخه الذي تجاوز الألف عام فوق الأشخاص"، مؤكدًا أن تلك الهجمات لن تثني أبناء الأزهر عن نشر وسطية الإسلام، وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
مساعٍ فاشلة
الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية قال: كل من يهاجم الأزهر أو يحاول النيل منه فإن مساعيه ستبوء حتمًا بالفشل؛ لأن الأزهر مؤسسة تمثل رأس القوى الناعمة في مصر والعالم الإسلامي، وله رصيد عبر التاريخ تخطى الألف عام.
وأضاف: بعض ممن يشنون تلك الهجمات ضد الأزهر يرغبون في جره إلى صغائر الأمور والدخول في عملية صراع لخلق حالة من الأخذ والرد، وسياسة الأزهر في مثل هذه الأمور هي عدم الرد على تلك الانتقادات حتى لا يدخل في صراع وينشغل عن الملفات المهمة التي يعمل عليها، وهو ما يصبو إليه أصحاب تلك الهجمات في الأساس.
وتابع: أصحاب تلك الهجمات لهم أسباب خفية للهجوم على الأزهر، لكن يكفي أنهم مكشوفون أمام الرأي العام، وبعضهم يحاول الحصول على الشهرة الإعلامية بالهجوم على تلك المؤسسة العريقة، والوضع القائم يؤكد أننا في حاجة إلى إصدار قانون يجرم عملية التطاول على الرموز الدينية، فـ"نحن أمام حالة عهر فكري"، وعلى وسائل الإعلام التصدي لهؤلاء وكشف النيات التي يخفونها خلال الهجوم على الأزهر.