رئيس التحرير
عصام كامل

"الجارديان" تحذر من تبعات الصراعات غير المباشرة على الساحة السورية

صحيفة الجارديان البريطانية
صحيفة الجارديان البريطانية -صورة أرشفية

حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية كلا من إسرائيل و"حزب الله" اللبناني وإيران وسوريا من التبعات غير المقصودة الناتجة عادة عن الصراعات غير المباشرة على النحو الذي تشهده الساحة السورية حاليا. 

وقالت -في تعليق عبر موقعها الإلكتروني مساء الثلاثاء- إن تكرار محاولات تحويل السلاح السوري إلى "حزب الله" ومن ثم التدخلات الإسرائيلية للحيلولة دون ذلك قد يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد. 

وأضافت أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية لم تهدف إلى التدخل في حربها الأهلية، وإنما استهدفت الحد من ترسانة أسلحة "حزب الله" اللبناني، عدو إسرائيل الثاني بعد إيران. 

ورأت أن التقارير التي تناولت هذه الغارات ألقت بالكثير من الغموض على كيفية صناعة القرار في إسرائيل، قائلة إن قرار شن تلك الغارات لم يكن وليد طموح إسرائيلي في رسم المستقبل السوري، وإنما كان وليد المخاوف من الوصول إلى توازن استراتيجي بين إسرائيل على جانب، ومحور "حزب الله-إيران" على الجانب الآخر. 

وتابعت الصحيفة قائلة إن إسرائيل تراقب الصراع السوري بهواجس مختلطة؛ فهي إذ ترحب من جانب بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تعتبره ضربة لإيران و"حزب الله"، تخشى في الوقت نفسه من جانب آخر وقوع السلطة في أيدي الإسلاميين والجهاديين ممن قد يمثلون تهديدا مستقبليا لإسرائيل كفيلا بإنهاء نحو 40 عاما من الهدوء على الجبهة السورية.

وأضافت أنه بينما يولي العالم اهتمامه بالأسلحة الكيماوية السورية، تهتم إسرائيل بالأسلحة التقليدية أيضا التي قد تتمكن من تغيير معادلة القوة بوقوعها في أيدي "حزب الله" الذي واتته الفرصة عبر هذه الحرب لزيادة ترسانته من الأسلحة -التي تتجاوز 60 ألف صاروخ- بأسلحة أكثر تطورا من مخازن السلاح السورية التي تضم مئات الأطنان من المواد الكيماوية وعشرات الألوف من الصواريخ والقذائف والرادارات وغيرها. 

وأشارت "الجارديان" إلى تخوف إسرائيل على نحو خاص من بعض الأسلحة المصنعة في روسيا مثل صورايخ "إس إيه -17" أرض جو التي قد تهدد حرية إسرائيل في التحليق فوق شمال إسرائيل ولبنان، وكذلك صواريخ "أرض بحر" التي قد تهدد موانئ إسرائيل ومنشآتها النفطية قبالة السواحل، وصواريخ "سكود" التي تستطيع حمل رؤوس كيماوية، بالإضافة إلى ما تمثله صواريخ "فاتح-110" عالية الدقة من خطر بالغ على إسرائيل. 

ورأت الصحيفة البريطانية أنه إذا كانت الحرب السورية تمثل فرصة لـ"حزب الله" في تعزيز ترسانته العسكرية، فإنها أيضا تمثل فرصة لإسرائيل للتعامل مع التحدي الذي يمثله هذا السعي من جانب حزب الله لتعزيز أسلحته الذي يهدف بالأساس إلى ردع إسرائيل أو أمريكا وإثنائهما عن مهاجمة منشآت إيران النووية، والتي تتصدر المخاوف الإسرائيلية.

واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول، إن الوقت قد حان لكي توقف روسيا إرسالها أنظمة أسلحة إلى سوريا، ولكي تثني أصدقاءها في دمشق وطهران عن مزيد من المحاولات لتحويل مثل هذه الأسلحة إلى "حزب الله" اللبناني.
الجريدة الرسمية