رئيس التحرير
عصام كامل

«خريطة صحية لجني ثمار رمضان».. الحذر من تناول السكريات.. تقليل مشاهدة التليفزيون.. استغلاله لتحسين الصحة العامة.. ودراسات علمية: الصوم يقي من أمراض مزمنة ويضمن استمرار حيوية الشباب

فيتو

«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..».. بتلك الآية الكريمة من القرآن الكريم يتذكر المسلمون شهر رمضان الكريم قبل حلوله.. ويبدو أن للصوم إعجازا لا يعلمه إلا من فرضه، فرغم مرور 1439 عاما على دعوة الإسلام ما زالت الدراسات الغربية تطرح نتائج عديدة عن فوائد فريضة الصوم.


التقرير التالي يستعرض أخطاء بعض الصائمين التي قد تحرمهم من جني ثمار الصوم صحيا، مع عرض موجز لتلك الفوائد حسب آخر الدراسات:

مشاهدة التليفزيون
يصعب على الكثيرين التخلص من بعض العادات الرمضانية التي قد تهدد صحتهم، ومن أبرزها مشاهدة التليفزيون لساعات طويلة، وقد أكدت دراسة من جامعة "ديكن" الاسترالية أضرار الجلوس لساعات طويلة أمام التليفزيون، وربطت بين هذه العادة والإصابة بنوبات قلق وتوتر عصبي.

وقام الباحثون بدراسة وتحليل 9 دراسات سابقة ربطت جميعها بين كثرة الجلوس لفترات طويلة والشعور بالقلق والإصابة بالاكتئاب، كما أكدوا أن الجلوس لساعات طويلة لمشاهدة التلفاز قد يسبب اضطراب النوم وبالتالي يؤدي إلى اضطراب الحالة النفسية.

وتؤكد هذه النتائج دراسة أخرى أشرف عليها باحثون من جامعة "هارفارد" الأمريكية، تبين فيها أن مشاهدة التليفزيون لمدة ساعتين يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 15%، وخطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 20%.

السكريات
الإفراط في تناول السكريات يزيد مخاطر هبوط وظائف عضلة القلب، وكذا السمنة التي تشكل خطرًا على صحة الإنسان، فقد كشفت دراسة علمية أجراها باحثون بجامعة خوان كارلوس في العاصمة الإسبانية مدريد، معلومات جديدة بشأن الإسراف في تناول السكريات، ودورها في رفع فرص إصابة الإنسان بالأمراض الخطيرة والقاتلة مثل السرطان.

وأشار الباحثون إلى أن الإسراف في تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، يرفع فرص الإصابة بالسرطان، وبالأخص سرطان البنكرياس وسرطان الأمعاء، حيث يرتفع مستوى السكر في الدم لفترات طويلة وبشكل مزمن، كما يحدث مع الأشخاص المصابين بمرض السكر، ويؤدي لحدوث مضاعفات خطيرة.

وكشف الباحثون، وللمرة الأولى، عن آلية جديدة يتسبب فيها الارتفاع المزمن لمستوى السكر في الدم، كونه يحفز نشاط أحد الجينات المرتبطة بمرض السرطان، كما يتسبب في زيادة نشاط بروتين "β-catenin" السرطاني، الذي يتحكم في هرمون "GIP" المحفز لإفراز الأنسولين من البنكرياس.

الصحة العقلية
للصيام فوائد وتأثير روحاني كبيرة، فأكدت بعض البحوث أن التجمعات العائلية والجو الأسري يساعد على تعزيز الصحة العقلية لأنه يدهم الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب والوحدة ويطمئنهم أنهم ليسوا وحدهم، لذلك ينصح بزيادة التجمعات العائلية في رمضان.

كما كشفت دراسات طبية عديدة، أن الصيام يعالج أمراضا نفسية كثيرة ويبعث على هدوء الأعصاب، كما يحدث تأثيرًا كبيرًا في تطويع نزعات وغرائز الإنسان إلى المسالمة والابتعاد عن الشر، وتدمير وأذى الذات، وأن حب الفرد للدين واتباع تعاليم الخالق، مدخل مهم لتعديل سلوك الإنسان، ولهذا ثبت أن الصوم له تأثيرا كبيرا في شفاء أمراض النفس البشرية والسمو فوق نطاق التفكير البشري، ويبعث على الهدوء والراحة النفسية.

الوقاية من الأمراض المزمنة

إن خفض السعرات الحرارية في الصيام بنسبة 25% يمكن أن يساعد على استمرار حيوية مرحلة الشباب ويمنع ظهور الشيخوخة، كما أن الصيام يساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة، هو ما أكدته دراسة علمية.

ووفقًا لموقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أوضح الباحثون أن خفض استهلاك الجسم اليومي بمقدار 25% يضيف 0.6 سنة أقل إلى "السن الداخلي" سنويًا.

ولتأكيد نتائج الدراسة، قام الباحثون من جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا بفحص بيانات 220 مشاركًا لمدة سنتين، ووجدوا أنه بعد كل 12 شهرًا من المتابعة وتقليل 25% من حجم السعرات الحرارية في الوجبة، ارتفع العمر البيولوجي بمعدل 0.11 سنة، مقارنة مع 0.71 سنة بين أولئك الذين يتناولون نظامهم الغذائي العادي.

السمنة
في دراسة نشرت عام 2008 تبين أن صيام رمضان يساعد الأشخاص على فقدان وزنهم لكن بشرط اتباع نظام غذائي بعيد عن الأطعمة الدهنية والحلويات، فتنظيم تناول الوجبات يساعد على حرق الدهون بشكل كبير، كما أكدت الدراسات أن الجلوس لفترة طويلة دون تناول الطعام يساعد على تقليل نسبة السكر في الدم، لأن الجسم يستخدم الجلوكوز المخزن للحصول على الطاقة عند الصيام.
الجريدة الرسمية