أوروبا تبحث عن حلول في مواجهة سياسة ترامب «النزواتية»
وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأوروبيين أمام خيارات صعبة، بعد قراره الانسحاب من النووي الإيراني ورفع الرسوم الجمركية على الحديد والألومنيوم. الأوروبيون يرفعون أصواتهم موحدة ضد ترامب فهل يذهبون أبعد من ذلك؟
لم يتحدث قادة دول الاتحاد الأوروبي يوما بلسان واحد كما هو حالهم قبيل اجتماعهم في العاصمة البلغارية صوفيا صباح اليوم الخميس. وذلك بخصوص ملفي الاتفاق النووي الإيراني والرسوم الجمركية الأمريكية.
والقمة الأوروبية هذه كان بالأصل مقررة للاجتماع برؤساء دول غرب البلقان من أجل مناقشة سبل دمج المنطقة بشكل أوثق مع التكتل الأوروبي، لكن قرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة جعلت القادة يركزون أولا عن مسألة البحث عن آليات رد أوروبية على "نزوات" ترامب التي أدخلت الأوروبيين في عنق الزجاجة.
ويصر قادة دول الاتحاد الأوروبي على الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني، رغم انسحاب الولايات المتحدة منه. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "الكل في الاتحاد الأوروبي يتفقون في الرأي بأن الاتفاق ليس مثاليا، ولكن علينا البقاء فيه والمضي في إجراء المزيد من المفاوضات مع إيران حول قضايا أخرى، مثل البرنامج الباليستي".
فيما قال المستشار النمساوي سيباستيان كورتس إنه من المهم أن تتحرك دول الاتحاد الأوروبي بطريقة منسقة، وهو "ما كان واضحا خلال عشاء العمل. جميعا نتعاون هنا". ومضى بالقول: "أمامنا أسابيع قليلة متبقية لإنقاذه.. ولا أحد يستطيع القول الآن ما إذا كنا سننجح، ولكننا سوف نبذل كل ما في وسعنا.. لا يمكنك العمل في إيران ولديك عمل في الولايات المتحدة".
ورغم الموقف الأوروبي الحازم بهذا الشأن، إلا أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أي قرار ملموس إلى غاية اللحظة مع تزايد الضغوطات على الشركات الأوروبية في إيران.
وبالفعل، لوح العديد منها بالخروج من إيران، آخرها شركة توتال الفرنسية العملاقة. وصباح الخميس أعلنت ايه.بي مولر-ميرسك، أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، نيتها وقف نشاطها في إيران امتثالا للعقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق.
وأوضح سورين سكو الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة أجريت معه عقب إعلان نتائج الشركة للربع الأول من العام "مع العقوبات التي سيفرضها الأمريكيون لا يمكنك العمل في إيران إن كانت لديك أيضا أعمال في الولايات المتحدة ونحن لدينا هذا على نطاق كبير".
ومن جانبه علَّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تصريحات مسئول مولر- ميسك، مبديا تفهمه لقلق الشركات الكبيرة الراغبة في حماية مبيعاتها الأمريكية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "المهم هو أن يكون بوسع الشركات وبخاصة المتوسطة التي ربما تكون أقل انكشافا على الأسواق الأخرى، الأمريكية وغيرها، القيام بهذا الاختيار بحرية". كما طرح ماكرون إمكانية تعويض الشركات المتضررة، دعما لذات المقترح المقدم من قبل المفوضية الأوروبية.
ميركل تطرح مسألة تقديم تنازلات لترامب
الرسوم الجمركية على الحديد والألومنويم بدورها من التحديات الكبرى التي وضعها ترامب على طريق الأوروبيين. وفي اجتماعهم جددوا المطالبة بضرورة الحصول على إعفاء دائم من هذه الرسوم، قبيل مناقشة مسألة تعميق الروابط التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأمام التكتل الأوروبي إلى غاية نهاية الشهر للتفاوض بشأن الحصول على إعفاء دائم من الرسوم التي تبلغ نسبتها 10% على الحديد و25 بالمائة على منتجات الألومنيوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس والتي لم يحصل التكتل إلا على إعفاء مؤقت منها.
وقبل انطلاق أعمال الاجتماع الأوروبي، أظهرت المستشارة ميركل من خلال تصريحات نوعا من الليونة تجاه الأمريكيين، حيث طرحت إمكانية تقديم تنازلات أوروبية على طاولة النقاش، وذلك عبر الحديث عن إمكانية خفض بشكل تبادلي للعوائق التجارية، مقابل الاعفاء الدائم من الرسوم.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل
اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل