حكاية كورش الفارسي شريك ترامب في المكانة لدى الاحتلال
يعتبر الغالبية العظمى أن رئيس وزراء بريطانيا، آرثر بلفور، هو من وضع نواة دولة الاحتلال داخل فلسطين لكن التاريخ يثبت أن هناك من سبقه ووضع له تلك الأسس التي سار هو عليها لاحقًا وهو كورش الحاكم الفارسي، الذي وعد اليهود بتوطينهم في فلسطين في سنة 538 قبل الميلاد لذا يحظى هذا الشخص بمكانة خاصة لدى اليهود.
أول ملوك فارس
هو أول ملوك فارس حكم في الفترة من 560 - 529 ق م، واسمه كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية، استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، حكم من (550-529) ق.م. وقتل في ماساجت ودفن في باساركاد.
"عملة"
وبعد أن مر الزمان ونجح اليهود في تحقيق جزء كبير من مخططهم بالقرار الأمريكي الكارثي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس عاد كورش إلى الواجهة مجددًا من خلال طبع عملة بمناسبة افتتاح السفارة يحمل الجانب الأمامي لها، والتي أطلق عليها «عملة المعبد»، صورة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بجوار الملك الفارسي كورش.
وتخصيص العملة لوجهي ترامب وكورش فقط يعني أن الاثنين قدما للاحتلال ما لم يقدمه غيرهما ولما، فالأول حقق ما لم ينفذه رؤساء أمريكيون سابقون والأخير وضع النواة التي سار عليها أنصار الصهيونية حتى يومنا هذا.
إمبراطورية مترامية الأطراف
أسس كورش إمبراطورية مترامية الأطراف وأرسى مبادئ ممتازة لحكمها- في البدء احتل الكثير من الممالك المجاورة- مثل ليديا ، وميديا وبابل التي أطاح بها السنة 539 ق.م. وفي السنة 530 ق.م باتت فارس أكبر إمبراطورية في العالم، فعمد قورش إلى اعتماد طريقة تسمح بأن يكون للمناطق المحتلة أقصى درجة من الحكم الذاتي.
فتميزت السياسة الإمبراطورية الفارسية طوال أجيال عدة بهذه السياسة التي تُعتبر أفضل السبل لشد الأواصر والوحدة بين شعوب وعادات مختلفة جدًا في إمبراطورية مترامية الأطراف، وقد قضى قورش السنة 529 ق.م أثناء مناوشة مع شعب يعيش شرقي بحر قزوين ويُعرف باسم ماساجيتي.
مساعدة اليهود في الاستيلاء على بابل
وترجع الخدمة التي قدمها كورش لليهود إلى أنه استولى على بابل بمساعدة اليهود، كما أنه لَم يكن لليهود أن يستطيعوا التخلص من الأسر البابلي العراقي لولا مساعدة المجوس لهم آنذاك، ففي سنة 539 - 538 قبل الميلاد هاجم الفرس المجوس بقيادة كورش حاكم بلاد فارس من سنة 550 إلى 529 قبل الميلاد الذي دمر واستولى ونهب بابل بمساعدة اليهود له من داخل مدينة بابل وكانت مكافأة كورش لليهود هي إعادة توطينهم في فلسطين وإعطائهم جزءا كبيرا من كنوز بابل وبناء ما يسمى بهيكل سليمان.
زواجه من يهودية
كما أن كورش تزوج من أخت زوربابيل اليهودي الذي عينته الدولة الأخمينية أول حاكم على اليهود في فلسطين.
مخلص اليهود الأول
واليهود وبالرغم من تعصبهم العنصري لكنهم يجلون كورش المجوسي ويعتبرونه مخلص اليهود الأول ويدل على ذلك ما جاء في كتب العهد القديم ككتاب دانيال (الإصحاح 6) وكتاب عزرا (الإصحاح 1) وكتاب أشعيا (الإصحاح 44 و45) حتى سماه بالأشعياء بـ(راعي الرب)، وتتحدث التوراة عن اليهودية "ا" استير حرضت الملك الأخميني على الفتك بوزير كورش "هامان" لأنه خالفه وكان يعادي اليهود.. "استير" كانت متزوجة من ابن عمها "مردخاي"، وحين راح "هامان" الوزير الأول في البلاط الأخميني يخطط لتنفيذ مذبحة جماعية ضد اليهود، دفع "مردخاي" بزوجته "استر" إلى أن تتودد إلى الملك" (486- 465 ق. م.) وأن تغريه بأن يتزوجها بدلا من زوجته الملكة "رشتي" وقد نجحت في ذلك، فتزوجها الملك واشترطت عليه أن يفتك بوزيره "هامان" ففعل ذلك وقتله شر قتلة.
ولا يزال اليهود حتى اليوم يحتفلون بذكرى مقتل عدوهم اللدود "هامان" وذلك في اليومين الرابع عشر والخامس عشر من شهر مارس كل سنة.