رئيس التحرير
عصام كامل

«معلش».. كلمة تثير الخلافات بين المصريين واليابانيين

فيتو

رغم كثرة استخدام كلمة "معلش" بين العرب وعدم إساءة فهمها، إلا أنها تتخذ معنى مغايرا في اليابان، وتثير غضب كل من يسمعها، ويرصد موقع "اليابان بالعربي" كيف يختلف فهم الكلمة بين مصر واليابان.


ويقتصر معنى كلمة "معلش" بالنسبة لمعظم اليابانيين على "ما عليه شيء"، ولو تتبعنا أصل هذه الكلمة أو بمعنى أصح هذه العبارة فسنجد أن أصلها يرجع إلى هذا المعنى عندما كان يحكم القضاة في قديم الزمان ويقولون: "براءة وما عليه شيء"، ومن هنا تغير مفهوم واستعمال هذه الكلمة إلا أنه مع تغير العصور ومرور الوقت أصبحت تستعمل بالمعنى وطريقة النطق الحالية لها.

ونتيجة لذلك عندما يتعرض اليابانيون إلى موقف ما ويعتذر لهم الطرف المصري بكلمة "معلش" يتضاعف غضب وحنق اليابانيين! فمن وجهة نظر الياباني أن كلمة "معلش" يقتصر معناها على معناها الحرفي وهو "ما عليه شيء".

ويذكر الكاتب موقفا عندما توسط في حل سوء تفاهم حدث بين صديق مصري وصديقة يابانية اتهم فيه المصري اليابانية بأنها لم تعتذر بينما أصرت اليابانية على إنها اعتذرت أكثر من مرة ولن تعتذر أكثر من ذلك. وبعد أن استمعت جيدًا للموضوع من وجهة نظر كل من الطرفين أدركت وقتها سبب سوء التفاهم، وهو أن ذلك الشاب المصري في المراحل الأولى من تعلمه للغة اليابانية قد تعلم أن كلمة "Sumimasen" تعني "Excuse me" أو "إذا سمحت" وهنا نشأ سوء التفاهم. حيث كان يتوقع الشاب المصري من السيدة اليابانية أن تقول له "Gomennasai"، وعندما شرح له أن "Sumimasen" تحمل في فحواها معنى الاعتذار أيضًا أجاب بأنه لم يستشعر بأنها تعتذر حينما قالتها له.

قد لا تحتوي كلمات الاعتذار في لغة ما على معنى عميق أو قد لا يصاحبها فعل معين. ويقول الكاتب: "لقد اعتدت على سماع زوجتي باعتذارها لي قائلة "Hai Hai Sumimasen ne" ولا أتوقع منها كلمة اعتذار أكثر من ذلك حيث أنني أرى الشر يتطاير من عينيها".

ويوضح الكاتب إن تعلم لغة ما يعني تعلم ثقافة هذا البلد وإدراك أن الكلمات لا يقتصر معناها على معنى واحد فقط بل ربما تتعدد معانيها أو ربما تختلف طريقة التلقي تمامًا من شخص إلى آخر مهما كان معنى تلك الكلمة عميقًا أو مهما كان الأسلوب جميلًا فاللغة مثلها مثل الكائن الحي تنمو وتتطور حسب متطلبات كل عصر، كما قد تختلف طريقة تلقى الشخص لكلمة ما حسب الموقف أو الحالة أو ربما حسب الطرف الآخر وهنا تكمن صعوبة اللغة بل متعتها أيضًا.
الجريدة الرسمية