رئيس التحرير
عصام كامل

بريطانيا «بطة عرجاء» في أوروبا (تقرير)

صورة ارشيفية-بريطانيا
صورة ارشيفية-بريطانيا

تفقد بريطانيا نفوذها السياسي بالتدريج في الاتحاد الأوروبي خاصة فيما يخص مجالي الأمن والدفاع عقب انسحابها من الاتحاد الأوروبي وذك حسب تقارير برلمانية حثت الحكومة في المملكة المتحدة على طرح مقترحات للتعاون المستقبلي.


تسهم العمليات الأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي بشكل كبير في أولويات السياسة الخارجية لبريطانيا، وفقًا للتقرير الصادر عن اللجنة الفرعية للشئون الخارجية التابعة لمجلس اللوردات الأوروبي، ولكن بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، فقد تستمر المملكة المتحدة في المشاركة ولكنها لن تملك نفس التأثير الذي تتمتع به حاليا في تطوير وتخطيط وقيادة البعثات والعمليات الأوروبية.

فرنسا تلمع

بدأت فرنسا خلال الفترة السابقة سحب البساط من أسفل بريطانيا وتولي أدوارها الخارجية بالتعاون مع الولايات المتحدة التي باتت تسوي الملفات الخارجية بشأن القضايا الدولية والإقليمية مع باريس بدلا من لندن.

حرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الآونة الأخيرة على مناقشة أبرز القضايا الإقليمية مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون بما فيها القرارات المنتظر اتخاذها بشأن سوريا ومصير الاتفاق النووي الإيراني مع تشديد كل منهما على ضرورة التوصل لاتفاق شامل يتعامل مع جميع جوانب انشطة إيران التي يعتبرونها مزعزعة لأمن المنطقة.

تراجع بريطاني

من أجل الحفاظ على النفوذ البريطاني بالاتحاد الأوروبي في مجال الأمن والدفاع تحتاج بريطانيا للتفاوض بشأن وضع مراقب في هيئات التخطيط واتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي حيث ظلت بعثات السياسة المشتركة للأمن والدفاع في الاتحاد الأوروبي تساهم بشكل كبير في السياسة الخارجية البريطانية.

يقدم النموذج الحالي لمشاركة دولة ثالثة دورًا أكثر محدودية للمملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يحتم على وزارة الخارجية تطوير وتقديم مقترحات مفصلة للاتحاد الأوروبي بشأن التعاون المستقبلي في مجال السياسة الخارجية والدفاع، قبل اجتماع المجلس الأوروبي المقرر انعقاده الشهر المقبل.

علاقات أمنية

باتت العلاقات الأمنية بين بريطانيا مهددة أيضا بالزوال بما يضعف الوضع البريطاني في أوروبا وهو ما أكدت رئيسة الوزراء تيريزا ماي رغبتها في تداركه من خلال إقامة علاقات أمنية قريبة مع الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن تراجعها لن يؤدي إلا إلى الحد من سلامة القارة إذا ما تم كسر أو إضعاف المنظمات وخطوط الاتصالات القائمة.

ويحرص القادة السياسيون في الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على أقرب علاقات أمنية ممكنة مع لندن باعتبارها واحدة من القوى العالمية الرائدة في مجال الاستخبارات ومكافحة الجريمة، لكن المفوضية الأوروبية، التي تتفاوض من أجل الحكومات، تقول إن قواعد الاتحاد الأوروبي لا تسمح بهذا الوصول لغير الأعضاء.
الجريدة الرسمية