رئيس التحرير
عصام كامل

النكبة الثانية.. نقل سفارة أمريكا إلى القدس المحتلة

القدس المحتلة- صورة
القدس المحتلة- صورة أرشيفية

تحل ذكرى النكبة السبعين هذا العام بالتزامن مع حدث سافر دبر له اليهود بمساعدة الأمريكان وهو نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في انتهاك لحرمة المدينة المقدسة، ويشكل يوم النكبة إحياء لذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطيني، حيث يتذكر الفلسطينيون ما حل بهم من مأساة إنسانية وتهجير.


ذكرى تأسيس الكيان
ويحدد تاريخ إحياء ذكرى النكبة بـ 15 مايو 1948 وهو اليوم التالي لإعلان تأسيس دولة الكيان الصهيوني المزعومة، وذلك في إشارة إلى أن كل ما قامت به المجموعات المسلحة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني كان من أجل التمهيد لقيام هذه الدولة التي أريد منها أن تكون دولة لليهود فقط.

النكبة مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره خلال الحرب الإسرائيلية - العربية عام 1948. أدت الحرب إلی نزوح داخلي واسع النطاق وطرد وهروب أكثر من 700.000 فلسطيني، فضلًا عن تدمير مئات من القرى الفلسطينية.

تشريد لاجئين
ويبلغ عدد هؤلاء اللاجئين وذريتهم الآن عدة ملايين وهم يتوزعون اليوم بين الأردن (2 مليون)، ولبنان (427،057)، وسوريا (477،700)، والضفة الغربية (788،108)، وقطاع غزة (1،1 مليون نسمة). فضلا عن وجود ربع مليون فلسطيني على الأقل مشرد داخل دولة الاحتلال.

تهجير قسري
تشير كلمة النكبة في اللغة العربية إلى الكارثة. لذلك يرمز بها الفلسطينيون للتهجيرهم القسري الجماعي وهدم معظم معالم مجتمعهم.

معنى النكبة
وكان المؤرخ والمفكر القومي العلماني قسطنطين زريق أول من استخدم مصطلح النكبة على كارثة تهجير الفلسطينيين. وقد أصدر بعد ثلاثة أشهر فقط على إعلان قيام دولة الاحتلال، كتابه التأسيسي "معنى النكبة" باللغة الإنجليزية.

اختلاف التقويمات
ويحيى الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام، ذكرى النكبة، وهو يوم يسمى عند الصهاينة يوم الإستقلال حسب التقويم الميلادي. لكن اليهود لا يعتمدون على التقويم الميلادي وإنما على التقويم العبري وبالتالي بسبب الاختلاف بين التقويمين الميلادي والعبري فالاحتفالات بإنشاء الاحتلال لن تكون في نفس يوم إحياء ذكرى النكبة، لكن عادة ما يتزامنان كل 19 عاما.

مسيرات ضخمة
يقوم الفلسطينيون، بمناسبة هذا اليوم، بتنظيم فعاليات وتظاهرات ومسيرات ضخمة في دولة الاحتلال والضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وفي كل أنحاء العالم.. تحولت الاحتجاجات في بعض الأحيان إلى اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن هذا العام تتخوف إسرائيل بشدة من تظاهرات العودة

ذروة العنف الصهيوني في 2011
وفي الذكرى الـ63 لنكبة فلسطين عام 2011 زحف اللاجئون الفلسطينيون من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا باتجاه الحدود مع الأراضي الإسرائيلية، ونتيجة إطلاق نار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن 12 شخصا، فضلا عن عشرات الجرحى، وقد وصفت وكالة فرانس برس المواجهات بأنها من أسوأ حوادث العنف منذ اتفاق الهدنة لعام 1974 والتي تضمنت تعامل صهوني بعنف مع الفلسطينيين.

قانون عنصري
وفي 23 مارس 2011 وافق الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 37 صوتا مقابل 25 أصوات، علی قانون عنصري سمي بـ"قانون النكبة" والذي ينص على أن أي مؤسسة أو جمعية تقوم بفعاليات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية بدلا من يوم الاستقلال المزعوم يتم سحب تمويلها أو تقليص ميزانيتها بعد موافقة النائب العام ووزير المالية.

السجن والغرامة
ويمنع مشروع القانون إحياء ذكرى النكبة، وأن كل فرد يخالف هذه المادة معرض للسجن لمدة سنة واحدة أو دفع غرامة قدرها 10،000 شيكل. ويرى الفلسطينيون أن مشروع القانون يفرض قيودًا على حرية الفلسطينيين في الرأي والتعبير، كما يحاول لقمع الوعي الوطني والسرد التاريخي للبقية المتبقية من الشعب الفلسطيني في وطنه.

سيناريوهات مختلفة
ويستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا العام لسيناريوهات مختلفة على طول الحدود مع قطاع غزة وسط خشية من اقتحام الآلاف من سكان غزة السياج الأمني". وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن هناك "تقديرات وتخوفات أمنية إسرائيلية من احتشاد مئات آلاف الغزيين عند السياج الأمني الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة ومحاولة اختراق السياج الأمني الفاصل".

استعدادات التصعيد مع حماس
فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يستعد للتصعيد العسكري، والحرب ضد حماس على الحدود مع قطاع غزة اليوم في إطار تصعيد مسيرات العودة.

وقالت الصحيفة العبرية، إن الجيش الإسرائيلي حذر جنوده الذين تم وضعهم على طول الحدود مع قطاع غزة، من محاولات حماس تنفيذ عمليات أسر أو إطلاق نار من وسط المتظاهرين غدا.

مخاوف من إطلاق صواريخ
وأضافت، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أصدرت قرارا لشركات الطيران المدنية، ولطائرات الرش الزراعي بعدم الاقتراب من أجواء قطاع غزة غدا، تخوفا من إطلاق صواريخ خلال تظاهرات يوم النكبة اليوم.
الجريدة الرسمية