رئيس التحرير
عصام كامل

جني الثمار.. متى؟!


الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط قالت إن هناك جهودًا تبذل لتوفير نحو 750 ألف فرصة عمل العام الحالي تزداد إلى 850 ألفًا في العام الذي يليه.. كما أن توزيع الاستثمارات في الميزانية الجديدة قد راعى تحقيق التوازن بين المحافظات لا سيما فيما يخص معدلات الفقر والأمية، إذ سيتم توجيه نحو مليار و200 مليون جنيه لحساب المشروعات المتوقفة والمتعثرة ترتفع إلى 3.2 مليارات العام المقبل؛ كما أن الدولة جادة في تشغيل المصانع المتعثرة وإنشاء 4400 مصنع جديد للإسهام في حل مشكلة البطالة.


ما يبعث على الطمأنينة أن ثمرات الإصلاح الاقتصادي باتت واقعًا ملموسًا فثمة فائض بالموازنة العامة وللمرة الأولى منذ 7 سنوات.. الأمر الذي يطرح أسئلة عديدة: متى ستصل نتائج هذا الإصلاح إلى المواطن؟.. وماذا لو لم يتم اتخاذ تلك القرارات الصعبة.. هل كان اقتصادنا يتحمل التأجيل أو كانت فاتورة الإصلاح أقل إرهاقًا ومشقة.. وماذا لو آثر الرئيس السيسي السلامة مثلما فعل غيره من الرؤساء ولم يغامر بشعبيته حين أصدر مثل هذه القرارات الإصلاحية..

ماذا لو أنه اختار بديلا آخر سهلا يدغدغ به مشاعر الجماهير التي كانت سترتاح قطعًا لتأجيل مثل هذه الإجراءات.. لكن الرئيس السيسي وكعادته اختار الانحياز للمصلحة العليا للوطن وللأجيال المقبلة ورفض المسكنات واقتحم ملفات شائكة تهربت منها أنظمة وحكومات متعاقبة منذ أكثر من 50 عامًا، حتى وصلت بلادنا إلى ما هي فيه من تردٍ اقتصادي بلغ حدًا لم يعد ممكنًا الاستمرار معه.
الجريدة الرسمية