ضمير السيد الوزير !
أستأذنكم في استكمال الحديث عن تداعيات قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى الايرانى غدا، لأن اليوم يحتاج لوقفة أمام تصريحات السيد وزير النقل بعد قرار زيادة أسعار تذاكر المترو.. فهذه التصريحات تخاصم السياسة ولا تراعى مشاعر ملايين المواطنين الذين يستخدمون المترو بشكل يومى ولا بد وأن هذا القرار قد أزعجهم، بل أغضبهم، وكان من المتوقع من السيد الوزير أن يسعى لاحتواء هذا الغضب لا أن يتسبب في زيادته بتصريحاته هذه.
أتمنى أن يسأل السيد الوزير نفسه في لحظة صدق معها هل كان مناسبا أن يعلن أنه مبسوط لزيادة الأسعار ومرتاح الضمير؟.. ألم يكن من الأوفق له أن يقول لهؤلاء المواطنين الغاضبين لقد كنت مضطرا لرفع أسعار تذاكر المترو حتى أضمن لكم استمرار الخدمة بل وتحسينها، في ظل الخسائر الضخمة للمترو الناجمة عن عدم كفاية إيراداته التي لا تغطى إلا القليل من نفقاته.
لكنه للأسف الحس السياسي المفقود لدى الأغلب الأعم من مسئولينا.. لقد اهتم الرئيس السيسي بإنشاء أكاديمية لتدريب الشباب لإعدادهم لتولى المسئوليات القيادية.. غير أننا نحتاج قبل ذلك لتدريب السادة المسئولين على كيفية مخاطبة الرأي العام.. ومن يريد أن يتأكد من ذلك عليه أن يقوم بتحليل مضمون لرد فعل الناس على تصريحات وزير النقل وهو يسوق لهـم قرار رفع أسعار تذاكر المترو التي استثنت الطلبة وأصحاب القدرات الخاصة ولم تستثن صغار الموظفين.
ولا ننسى أن مخاطبة الرأي العام فن يحتاج لإعداد وتدريب.. وكلنا نتعلم مهما بلغنا من العمر واسألوا "مهاتير محمد" الذي انتخبه مواطنوه رغم أنه ترك السلطة بإرادته منذ خمسة عشر عاما مضت وتجاوز عمره التسعين عاما.