رئيس التحرير
عصام كامل

منشأة فوردوا.. طريق إيران إلى النادي النووي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، باتت عين إسرائيل على منشأة فوردوا الإيرانية، والتي تشكل المكان السري لإنتاج إيران القنبلة النووية، مطالبة بإغلاقها والتهديد بضربها، في محاولة منها للقضاء على الحلم الإيراني النووي.


منشأة فوردوا
ومنشأة فوردوا، هي البيت السري لإيران لإنتاج السلاح النووي، وفقا لتقارير عديدة، ويقع مقر هذه المنشأة تحت الأرض وبالتحديد في منطقة بمنطقة جبلية حصينة بالقرب من مدينة قم على بعد 20 ميل جنوب العاصمة طهران وتن بناؤها تحت عمق 80 مترا أسفل هرم جبلي غني بصخور صلبة لحمايتها من الضربات الجوية بالقرب من قرية فوردو، التي تعتبر على الحدود مع إسرائيل.

وأظهرت الأقمار الصناعية صورا لفوردا كشفت أن الموقع محاط بجدار كبير وعدة أبراج، كل منهم يبعد عن الآخر 25 مترا، كما توجد 6 بوابات بطول 10 أمتار للمنشأة وأكبر بوابة يبلغ طولها 5.500 أمتار.

الاعتراف بها
فوردو، هي إحدى أهم محطات التخصيب الإيراني، فبناؤها تم سرا في 2006، واضطرت طهران للاعتراف بوجودها للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر 2009 بعدما اكتشفتها أجهزة مخابرات غربية وقال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالذات، حين ذكر وقتها أنها تضم 3000 جهاز للطرد المركزي.

في يناير 2012، أعلنت وكالة الطاقة الذرية أن إيران بدأت بإنتاج اليورانيوم، ومن ذلك الحين وتخضع المنشأة للمراقبة الشديدة، وتستخدم المنشأة لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء انشطارية نسبتها 20%، ليكون وقودا لمفاعل أبحاث طبي في طهران ينتج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان.

إغلاقها
طهران علقت نشاط منشأة فوردو في يناير 2014 بموجب اتفاق نووي مؤقت أبرمته مع القوى الكبرى في جنيف في نوفمبر 2013، والذي نص على خضوع كافة أجهزة الطرد المركزي، ومنشآت التخصيب الإيرانية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم تخصيب اليورانيوم أو وجود مواد انشطارية أو إجراء أبحاث تتعلق بتخصيب اليورانيوم بها لمدة 15 عامًا على الأقل.

مؤسسة سلمية
في عام 2016، أعلنت إيران أنها ستحول منشأة فوردوا رسميا لمركز للأبحاث النووية والفيزيائية والتكنولوجية، وستنتج أجهزة الطرد في فوردوا البالغ عددها 1044 جهازا النظائر المشعة لاستخدامها في أبحاث الطب والزراعة والصناعة والعلوم.

وتتضمن المنشأة 16 مجموعة تسلسلية مقسمة بالتساوي بين الوحدة الأولى والوحدة الثانية، كما تتضمن 2784 جهاز طرد مركزي حاليا في فوردوا، ولكن عدد أجهزة الطرد التي هي قيد الإنتاج لم يسجل زيادة، وبها مساحة تكفي 3000 جهاز طرد مركزي فقط، بالمقارنة بمحطة ناتانز التي تتسع لعشرات الآلاف من الأجهزة.

ويقول الخبراء إن المحطة كبيرة بالدرجة الكافية لمعالجة اليورانيوم المخصب اللازم لصنع سلاح نووي واحد على الأقل كل عام، إذا ما قررت إيران بناء أسلحة نووية، لكن إيران اليوم وعلى ضوء ذلك طالبت القوى الغربية بإغلاق المنشأة قائلة إنها في وضع مثالي يسمح بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يصلح لإنتاج الأسلحة، ترفض طهران الأمر بشدة وتعرض فقط إمكانية تحويلها إلى منشأة للبحث والتطوير تكون احتياطية لمنشأة نطنز، وهو ما أثارته إسرائيل مؤخرا، لكن إيران تؤكد أن المنشأة سلمية واذا ما التزمت بالاتفاق النووي فلن تحولها لمكان لصناعة الصواريخ النووية.
الجريدة الرسمية