رئيس التحرير
عصام كامل

زعيم متهور.. كوارث تنتظر ترامب بعد انسحابه من «النووي الإيراني»

ترامب
ترامب

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب رسميا من الاتفاق النووي مع إيران، رأت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن تصرفه يمهد الطريق لحرب أخرى في الشرق الأوسط.


واعتبرت بوليسي الولايات المتحدة أول طرف يخرق هذا الاتفاق الدولي الرئيسي، إذا سمح ترامب بإعادة فرض بعض العقوبات الأمريكية على إيران، الأمر الذي رأته في غاية التهور والسوء.

تؤدي إستراتيجية ترامب- بلا مفر- إلى حرب أخرى بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، ولكن هذه المرة بدون حلفاء أوروبيين، بعد أن خالفهم ترامب بالانسحاب.

خرق إيران
لم يقدم ترامب أي دليل على أن إيران قد خرقت قواعد الصفقة، ولكنه قال إنها خرقتها من خلال الانخراط في "أنشطة مزعزعة للاستقرار" في المنطقة، على الرغم من تصريحات مايك بومبيو، مدير وكالة المخابرات المركزية سابقا، بأنه لم ير أي دليل على أن الإيرانيين لا يمتثلون لقواعد الاتفاق.

الوحدة الدبلوماسية
يتسبب انتهاك ترامب للصفقة النووية في انتهاء الوحدة الدبلوماسية التي أوصلت إيران إلى الطاولة للمفاوضات، ويفتح الانقسام عبر الأطلسي على إيران.

وبمجرد خرق الولايات المتحدة للصفقة، لا يمكن للأوروبيين بحسن نية أن يدعموا تحركات الولايات المتحدة؛ لإعادة التفاوض عليها؛ لأن هذا من شأنه أن يشكل سابقة سيئة ليس فقط تجاه إيران بل لجميع الاتفاقات الأمنية الأخرى، بل ولأي اتفاقية دولية تكون تلك الدول الأوروبية طرفًا فيها.

ستكون النتيجة أن الدعم الأوروبي للولايات المتحدة على إيران سينتهي، وهذا يجعل من المستبعد جدا أن يتفاوض ترامب في أي وقت على صفقة أفضل، والتي كانت نتاج أكثر من عقد من العقوبات والدبلوماسية المنسقة.

الأحادية الأمريكية
ينبغي أن يكون من الواضح لمستشاري ترامب، إن لم يكن هو نفسه، أن استراتيجية الإدارة تمهد الطريق أمام الأحادية الأمريكية، وهذا لا يعني سوى استخدام القوة لتغيير برنامج طهران النووي وسياستها الخارجية في أماكن أخرى في الشرق الأوسط.

من شأن ذلك أن يلائم ما نعرفه عن المستشار الجديد للأمن القومي لترامب، جون بولتون، الذي كانت لديه "أولويات أخرى" أثناء حرب فيتنام، ولكن يبدو أنه لا توجد مشكلة في إرسال جنود آخرين إلى الحرب.

ووفق المحللون فإن خرق الاتفاق النووي هو الطريقة الخاطئة للتصدي للسلوك الإيراني في أماكن مثل لبنان وسوريا واليمن والعراق؛ لأنه سيؤدي إلى تقسيم التحالف عبر الأطلسي حول قضية سياسة الشرق الأوسط على وجه التحديد الوقت الذي تكون فيه الوحدة السياسية والعسكرية في أشد الحاجة إليها.

قد يكون رد إدارة ترامب أن الرأي الأوروبي غير ذي صلة، لكن عليها أن تفكر فيما إذا كان ذلك سيكون الرد، إذا ما تحطمت الدبلوماسية، وأصبح الصراع العسكري لا مفر منه، وهو ما قد يتطلب المساعدة الأوروبية ذاتها التي هي في طور التراجع عنها.
الجريدة الرسمية