صحف ألمانية: ترامب يضع الشرق الأوسط على حافة حرب كبيرة!
انتقدت العديد من الصحف الألمانية قرار ترامب الانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران، معربين عن قلقهم من أن يؤدي هذا الأمر إلى حرب جديدة تشعل المنطقة برمتها، إلا أن بعض الترحيب للخطوة الأمريكية وجد صداه في بعض الصحف.
لفتت الصحف الألمانية إلى خطورة الانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية، حيث كتب موقع مجلة "شبيغل" أونلاين في هذا الصدد:
"نعم، هذا صحيح، إيران تدعم الإرهاب، وتأجج الصراعات في الشرق الأوسط. وكذلك من الصحيح اعتبار أن الاتفاق مع إيران ليس مثاليا بالضرورة، إلا أنه يضمن على الأقل بأن إيران لا تبنى قوة نووية.
لقد وجدت طهران الآن عذرا جيدا من أجل مواصلة العمل في البرنامج النووي. ويأمل ترامب في أن يتمكن من التوصل إلى اتفاق أفضل عن طريق التهديد والعقوبات، فهو يسير على خطى نموذج كوريا الشمالية، حيث قد يتمكن قريبا من توقيع أتفاق قريب معها بهذا الصدد (وربما لا يتمكن أيضا) إلا أن هذا رهان محفوف بالمخاطر.
بداية وقبل كل شيء يضع ترامب الولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة بأسرها على حافة حرب كبرى. ولا يوجد ما يضمن أن هذا الأمر قد ينجح في تخويف إيران. طهران قاومت ضغوط الولايات المتحدة لمدة 40 عاما. لماذا ينبغي على ملالي إيران الخضوع ألان؟ وماذا بيد ترامب أن يفعله لو بقيت طهران على عنادها؟
وكيف يمكنه منع الصين وروسيا من دعم إيران في صراعها مع الولايات المتحدة. هل يريد ترامب غزو إيران كما فعل سلفه جورج بوش مع العراق. هو يستطيع فعل ذلك بالطبع إلا أن نتائج هذه الخطوة معروفة".
أما صحيفة "برلينير تسايتونج" فسارت على خطى مجلة "شبيغل" حيث كتبت على صفحاتها تقول:
"تم بذل عامين ونصف من الكفاح الدبلوماسي من أجل إقناع إيران بالتخلي عن تطوير القنبلة النووية، بينما في المقابل استغرق دونالد ترامب 11 دقيقة للتخلي عن اتفاقية 2015، على الرغم من أن بعضا من الوقت ما زال موجودا قبل إعادة إحياء العقوبات، إلا أنه على المرء أن لا يتوهم في تأثير هذا القرار.
في إيران يعزز القرار الأمريكي موقع المتشددين، وفي أوروبا يضع الحلفاء أمام اختبار صعب، وفي الشرق الأوسط يغذي القرار أزمة جديدة.
أما صحيفة "شتوتجارتر ناخريشتين" سلطت المزيد من الضوء على الوضع في أوروبا وكتبت تقول:
"إن أسوأ شيء في قرار ترامب الخاطئ بصورة جلية من وجهة نظر ألمانية أنه يخلق مناطق ذات أمن مختلف في حلف شمال الاطلسي. كما أن قراره يدق أسفين بين الدول الأعضاء في الناتو. فإذا التزم الأوروبيون بالاتفاق، فهم يقفون بذلك ضد أهم حليف لهم، وإذا اتبعوا ترامب فقد يبقى الحلف موحدا إلا أنه يلزمه التصرف حيال البرنامج النووي الإيراني.
الألمان والبريطانيون والفرنسيون يقفون أمام مفترق طرق إما الوقوف أمام قرار ترامب وهو ما يعتبر تخلي عن الولايات المتحدة الأمريكة أو المشاركة في حرب ليست في سلم أولوياتهم ولا مع إيران النووية".
صحيفة "فرانكفورتر ألجماينة تسايتونغ" نشرت على صفحاتها:
"بالطبع يتوجب منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.. إن انتقادات حكومة ترامب بأن إيران تواصل العمل على برنامجها الصاروخي والسعي إلى سياسات عدوانية في المنطقة، ومن بينها دعم حزب الله في لبنان وكذلك دعم المتمردين في اليمن مبررة، إلا أن الاتفاق النووي لا ينبغي إنهاء العمل به أو إعادة صياغته من جديد، ولقد كان جليا التزام إيران ببنود الاتفاق لحد الآن. والتفتيش لم يتم بصورة شاملة إلا أنه كان قريبا جدا من هذا الأمر.
ويجب على المرء أن يخمن بأن الاتفاقية مع إيران التي كانت في فترة حملة ترامب الانتخابية شوكة في عينه، يرفضها ترامب بشدة لأنها أبرمت في عهد سلفه أوباما، وعليها أن لا تبقى في الوجود، إلا أن ترامب لا يعير أي أهمية لحقيقة أن عناده وإصراره قد يتسببان في وضع المنطقة في آتون حرب كبيرة، فالمهم بالنسبة لترامب التخلص من إرث أوباما.
من جانب آخر، لم يخل الأمر من مرحبين بقرار ترامب، فصحيفة هيسيشه نيدر زاكسيشه ألغماينه كانت من الصحف القليلة في ألمانيا التي رحبت بهذا القرار ونشرت على صفحاتها.
"لم تكن المشكلة في الاتفاقية النووية الدولية التي وقعت مع إيران تكمن في الذي تم تنظيمه وإنما في الأمور التي لم يتم تنظيمها بعد.. فما مدى مصداقية مثل هذا الاتفاق إذا كانت إيران تستطيع رغم ذلك دفع بناء صواريخ نووية ذاتية الدفع إلى الإمام؟ ما قيمة هذا الاتفاق إذا لم يتناول في سياقه مسألة استقرار الشرق الأوسط برمته؟ من المهم ملاحظة أن إسرائيل لا تهدد إيران بالإبادة بل أن العكس هو الصحيح. إن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذا الاتفاق لهو أمر خطير بالفعل، إلا أن مواصلة هذا الاتفاق هو أمر أكثر خطورة.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل