رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة قصرت.. والإعلام أيضًا!


الحكومة تعلم أن بعض مرافق الدولة ليست على ما يرام؛ فأغلبها متهالك يحتاج لتغيير جذري، فإذا كانت القاهرة والإسكندرية تغرقان في شبر ميه، وتعانيان تهالك مرافقهما وسوء النظافة فما بالنا بعواصم المحافظات والمدن الأخرى.


أليس تكرار مثل تلك الحوادث داعيًا للحكومة بأن توفر المبالغ اللازمة لشراء ما يلزم أجهزتها المختلفة من معدات وآلات لمواجهة الأمطار والسيول وإصلاح أعمدة الكهرباء، ولا سيما في ظل وجود شكوى من الأحياء بنقص تلك الأدوات.. وإلى أن تكمل الحكومة تنفيذ خطتها في تغيير تلك المرافق وتطوير البنية الأساسية بوجه عام.. فماذا يمنع اتخاذ مثل هذا القرار السريع؟

لماذا يترك المحافظون المتعاقبون شبكة تصريف مياه الأمطار على حالها المتردية دون إصلاحها، وقد زادت أعباؤها بعد استفحال مخالفات المباني، ولا معنى أبدًا لذريعة أن بلادنا ليست على خريطة الأمطار، فالظواهر المناخية لا يمكن التحكم في اتجاهاتها.

وإذا كانت الحكومة قد قصرت في التصدي للأزمات فإن الإعلام هو الآخر لم يحسن التعامل مع الأزمات بل يتعامل معها بطريقة لا تبحث عن الحلول بقدر ما يفاقم الأزمات ويركز على السلبيات؛ فلم يحذر من تداعيات السيول والأمطار ولا نبه لقصور شبكة الصرف بل انصرف إلى موضوعات جدلية تثير بلبلة وانقسامًا وإلهاءً، حتى أن الفتاة الغاضبة من توقف الطريق الدائري خرجت لتعتذر عن إساءة بعض الفضائيات لمصر عبر إذاعتها لمقطع الفيديو الذي يظهر امتعاض الفتاة من توقف ذلك الطريق..

فلماذا إصرار بعض قنوات التوك شو على إذاعة ذلك الفيديو.. ولم نضبط إحداها وهي تذيع مثلا ما قاله الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية الثامنة والعشرين للقوات المسلحة حين طالب بضرورة الحفاظ على تماسك الدولة والتنبه لما يحيط بنا من مخاطر.
الجريدة الرسمية