ترامب يعلن انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني.. ترحيب إسرائيلي.. روحاني يمنح الأطراف مهلة قبل استئناف البرنامج.. تأييد عربي بالخطوة.. وأوباما وروسيا ينتقدان القرار
فجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قنبلة من العيار الثقيل، مساء اليوم الثلاثاء، بإعلانه انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، متهما الجهورية الإسلامية بتمويل الفوضى في المنطقة.
الاتفاق النووي
والاتفاق النووي الإيراني هو عقد مبرم بين إيران والدول الست «الصين، أمريكا، روسيا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا»، تم في 2015، ويهدف إلى التوصل لتسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات على طهران.
عقوبات على إيران
وقال ترامب في كلمة له مساء اليوم، إنه إذا سمح باستمرار اتفاق إيران فسوف ينشب قريبا سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الاتفاق لا يقيد أنشطة طهران التي تزعزع الاستقرار بما فيها دعم الإرهاب.
وأشار الرئيس الأمريكى، إلى أن أمريكا ستفرض «أعلى مستوى» من العقوبات على إيران، كما تحدث عن احتمالية فرض عقوبات مماثلة على دول أخرى.
وأكد ترامب، إنه مستعد وقادر على التفاوض على اتفاق جديد مع إيران عندما تكون مستعدة لذلك.
وقال، إن الاتفاق النووي يسمح لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، واصفا الاتفاق بأنه هدام وأنه منح للنظام الإيرانى مليارات الدولارات.
وأضاف خلال كلمته، إن النظام الإيراني يشعل الصراعات في الشرق الأوسط ويدعم المنظمات الإرهابية، موضحا أن النظام الإيرانى لم يلتزم بالاتفاق النووى، ونشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح، أن الاتفاقية وأحكامها غير مقبولة، مشيرا إلى أن إبقاء الاتفاق النووى يؤدي إلى سباق التسلح في المنطقة.
ترحيب إسرائيلي
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصفه بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن هذا القرار صحيح وشجاع، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق كان بمثابة كارثة.
خطوة شجاعة
ومن جانبه وصف وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الخطوة التي أعلنها الرئيس الأمريكي، بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بأنها «شجاعة».
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن ليبرمان قوله بأن خطوة ترامب سوف تسقط النظام الإيراني والذي وصفه بـ «الوحشي» واصفا الرئيس الأمريكي بـ «زعيم العالم الحر».
أمن إسرائيل
وعلق الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلين على القرار بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني يمثل خطوة هامة في ضمان أمن إسرائيل وأمن المنطقة والعالم أجمع.
الرد الإيراني
وعن الجانب الإيراني، قال الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، إن الاتفاقية النووية عمل عليها عدة أطراف ووافق عليها مجلس الأمن.
وأضاف روحانى في كلمة متلفزة له للرد على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لا تحترم اتفاقاتها، وشعبنا رأى بعينه أن النظام الأمريكي يدعم الكيان الصهيوني الذي يقتل الشهداء في فلسطين.
وأكد أنه منذ اللحظة فإن إيران تتنظر رد فعل الدول الكبرى في العالم عقب انسحاب أحد أطراف الاتفاق، مشيرا إلى تكليفه مسئولى الخارجية بإجراء الاتصالات اللازمة مع الدول الـ 5 الأخري، بعيدا عن كلام ترامب «الفارغ» من المضمون، وفى حال تضررت مصالحنا سوف أتحدث للشعب الإيراني وسنتخذ قرارنا بمعية شعبنا.
وطالب الرئيس الإيرانى، شعبه بعدم القلق من إعلان ترامب، الذي وصفه بأنه شخص غير ملتزم بالوعود والاتفاقات، مشددا على مواصلة خطة العمل المشتركة بدون أمريكا، وأن طهران اتخذت خطوات استباقية لتأمين الاقتصاد.
مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه أبلغ هيئة الطاقة باستئناف البرنامج دون قيود، لكن الأمر مرهون برد الأطراف الأخري.
تأييد عربي
وفي نفس السياق، أعلنت دولة البحرين، تأييدها لبيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وتوقيع مرسوم بإعادة العقوبات على طهران.
كما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا، رحبت خلاله بالقرارات التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وجاء في البيان الذي نشرته صحيفة «الرياض»، أن السعودية تؤيد ما تضمنه الإعلان الأمريكي من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي.
وجاء في البيان أن تأييد المملكة العربية السعودية السابق للاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة «5 + 1»، كان مبنيا على قناعتها التامة بضرورة العمل على كل ما من شأنه الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأشارت المملكة العربية السعودية في البيان، إلى أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، من خلال تطوير صواريخها الباليستية ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة بما في ذلك حزب الله وميليشيا الحوثي، التي استخدمت القدرات التي نقلتها إليها إيران في استهداف المدنيين في المملكة واليمن والتعرض المتكرر لممرات الملاحة الدولية.
الإمارات
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، تأييدها قرار الرئيس دونالد ترامب، وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، إن التأييد جاء للأسباب التي أوردها ترامب في كلمته الليلة، والتي لا تضمن عدم حصول إيران على السلاح النووي في المستقبل.
ورحبت دولة الإمارات بإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الخصوص.
أوباما
وانتقد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قرار دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي، موضحا أن الاستخفاف المستمر بالاتفاقيات التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق يهدد مصداقية أمريكا لدى دول العالم، ويضعها في خلاف مع الدول الكبرى.
وأضاف أن الاتفاق النووي تم بإشراف كبار الدبلوماسيين ورجال الاستخبارات والعلماء، مشيرا إلى أن مناقشات الاتفاقيات المهمة يجب أن تقوم على علم بالحقائق خصوصا الخلافية منها مثل الاتفاق النووي.
وأوضح أن الصفقة النووية لم تكن مجرد اتفاق بين إدارته، وإيران ولكنها تحالف دولي توصل لفرض عقوبات على إيران إذا لم تلتزم بقراراته وتضمن بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.
وأكد أن الاتفاق اعتمد على التفتيش الدقيق ومراقبة مواقع إيران النووية بدقة كما حظر عليها امتلاك سلاح نووي بشكل دائم، مؤكدا أن تلك القواعد دائمة ولم تكن إيران قادرة على مخالفتها إلا بعد 20 عاما لذا لا يوجد سبب مقنع للانسحاب والقول بأن القيود التي تم وضعها عليها في خطر.
وشدد أن امتلاك إيران للسلاح النووي خطر كبير، وسيؤدي لحرب بالشرق الأوسط، كما سيشكل تهديدا كبيرا على أمننا القومي.
وقال، إن الانسحاب من الاتفاق وضع أمريكا بين خيارين وهو العيش مع التهديد الإيراني أو الدخول في حرب معها.
ودعا أوباما ترامب خلال منشور كتبه على حسابه بـ «فيس بوك»، للاعتماد على الدبلوماسية الجزئية من أجل تأمين أمريكا، وذلك بفضل ما يقوم به الدبلوماسيون ورجال الكونجرس والدول الصديقة لأمريكا.
الرد الروسي
ودعا نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الولايات المتحدة إلى الامتناع عن الخطوات المتهورة الهادفة إلى رفض الاتفاق النووي الدولي مع إيران، حيث من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفه من الاتفاق النووي.
وقال ريابكوف: ندعو الولايات المتحدة للامتناع عن الخطوات المتهورة وعدم إفشال هذا الاتفاق.
وأشار الدبلوماسي إلى أن موسكو لا ترى أساسا للاعتبار بأن إيران تسير في طريق إنشاء القنبلة النووية، قائلا: خطة العمل الشاملة المشتركة وضعت حواجز لا يمكن تجاوزها لإنشاء المكونات المطلوبة لإجراء تجربة الانفجار النووي.
وشدد ريابكوف على أن موسكو مستعدة للحوار حول مستقبل الاتفاق النووي بعد عام 2025 وبرنامج طهران للصواريخ والقضايا الإقليمية الأخرى، ونوه بأن باريس أخبرت موسكو بخططها حول الاتفاق الجديد الذي سيكمل خطة العمل الشاملة المشتركة.