مدينة السلام تحتضن اجتماع منظمة السياحة العالمية.. 224 مليار دولار إجمالي الناتج المحلي للقطاع.. توفير 5.5 ملايين فرصة عمل.. مصر في المركز 105 لمعايير الابتكار.. ومنهج جديد لاستقطاب سياحة المؤتمرات
انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات اجتماع لجنة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية لهذا العام في دورته الـ44، والتي تستمر لمدة يومين بمدينة شرم الشيخ، بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، وزراب بوليكاشفيلى أمين عام منظمة السياحة العالمية، وبندر بن فهد آل فهيد رئيس منظمة السياحة العربية، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وعدد من وزراء وممثلى السياحة في عدد من الدول، من بينها السودان والعراق والإمارات وليبيا وسوريا واليمن، على أن تلقى الدكتورة رانيا المشاط كلمة في الجلسة الافتتاحية لأعمال اللجنة.
الناتج المحلي
وقال محمد المهيري، رئيس لجنة الشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية: إن قطاع السياحة بات من أهم القطاعات الاقتصادية الحيوية في العالم، ويمثل اليوم محركا من محركات التنمية ذات الأثر الإيجابي الذي يشمل العديد من الجوانب التنموية الأخرى، ومنه الاجتماعية والثقافية والبيئية، وأن قطاع السياحة يمثل اليوم 10% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، ويستحوذ على نحو 11% من إجمالي سوق العمل بالعالم، وأثبتت السياحة دورها كرسالة للسلام والتنمية المستدامة.
5.5 ملايين فرصة عمل
وأضاف المهيري إلى أن الشرق الأوسط -طبقا لبيانات مجلس السياحة والسفر العالمي في تقريرها الصادر خلال عام 2018- بلغ مساهمة السياحة ما يقرب من 8.9% من إجمالي الناتج المحلي لدول المنطقة بقيمة تعادل 224 مليار دولار، وأسهم القطاع 7.4% من إجمالي سوق العمل في المنطقة أي ما يقرب من 5.5 ملايين فرصة عمل، موضحا أن تلك النسب والمؤشرات لا تزال دون المعدل العالمي، وهذا يطرح بلا شك أهمية العمل المشترك لتعزيز قدرة المنطقة السياحية وتطوير إمكانياتها لجذب المزيد من الزوار وخلق فرص عمل إضافية لشعوب المنطقة، الأمر الذي يدعم اقتصاديات هذه الدول ويخدم مسيرة التنمية المستدامة وينعكس ازدهارها على مجتمعاتها.
التحديات المستمرة
وأشار إلى أن التحديات المستمرة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة تأثرت بها معظم دول المنطقة، وزادت من تحديات تنمية القطاع السياحي، وأن الأزمات والتحديات تولد القدرة على الاستمرار، ولعل الأزمات التي مرت وما زالت تمر بها المنطقة جعلتنا جميعا أكثر قدرة على إدارة ملفات السياحة في بلادنا، وأكثر وعيا من التحديات التي تواجهنا في المستقبل وأكثر تصميما على دعم وتنمية ونجاح واستدامة هذا القطاع، داعيا إلى رسم خريطة طريق وتبني رؤية وإستراتيجية مشتركة لقطاع السياحة تدعم رؤية كل دولة وتعزز اقتصادها وتشجيع تبادل أفضل الممارسات والخبرات وزيادة الدعم الفني بين دول المنطقة بين كافة أوجه القطاع السياحي.
الابتكار والتنمية السياحية
وناشد المهيري منظمة السياحة العالمية مواصلة دعمها لدول الشرق الأوسط وزيادة حجم المبادرات والمشاريع والأنشطة التي تعزز القطاع السياحي، وتدعم عددا من الملفات المرتبطة بالسياحة مثل الأمن والسلامة والأثر الاقتصادي والبيئي والاجتماعي والتنمية المستدامة، موضحا أن الفترة المقبلة ستشهد تركيز على عدد من المحاور التي تهدف إلى خدمة وتنمية السياحة الشرق أوسطية.
وأوضح أن أهم هذه المحاور هو دعم الابتكار والتنمية السياحية وإدارة الأزمات وزيادة تدريب العنصر البشري العامل في قطاع السياحة، وأن منطقة الشرق الأوسط ذات مقومات سياحية فردية متنوعة تؤهلها لتكون من بين أفضل المقاصد السياحية في العالم.
58 مليون سائح
وقال زراب بوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية: إن عدد السائحين القادمين لمنطقة الشرق الأوسط وصل إلى 58 مليون سائح، بزيادة 5%، خلال العام الماضي، مؤكدا أن الأوضاع تشهد تحسنا ملحوظا، مطالبًا جميع دول المنطقة أن تكون أكثر فاعلية لاجتذاب أعداد أكبر من السائحين.
إنشاء إدارة الرقمنة
وأضاف الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، أن المنظمة لديها خطة للنهوض بصناعة السياحة، لافتًا إلى مناقشة كافة المقترحات من الدول الأعضاء، واقتسام الخبرات بما يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة، وأنه سيتم إنشاء إدارة جديدة معنية بـ«الرقمنة» لمواكبة التطور الجاري داخل المجال السياحي العالمي، مشيرًا إلى ضرورة ضخ استثمارات مباشرة في البنية التحتية والفنادق، واقترح أن يضخ استثمارات كل عام في 3 بلدان من الدول الأعضاء، لافتًا إلى أن مصر لديها العديد من الفرص الاستثمارية.
معايير الابتكار
وشدد على دور المنظمة في رفع معدلات الوعي السياحية، كاشفًا عن إنشاء مراكز تعليمية جديدة بعد زيادة الطلب على التدريب، مشددا على ضرورة تحليل الأوضاع الأمنية لكل بلد على حدا باعتبارها أحد أهم التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة، والسبيل لزيادة الحركة السياحية، داعيا إلى ضرورة تأسيس نظام الابتكار داخل الشرق الأوسط، خاصة بعد أن أظهرت المؤشرات تراجع نظم الابتكار في الشرق الأوسط، إذ جاءت مصر في المركز 105، وجاءت الإمارات في المركز 35، تليها السعودية 55، والكويت في المركز 56، لافتًا إلى أن نظام الابتكار يعمل على خلق فرص عمل جديدة وتحقيق التنمية المستدامة.
زيادة التنافسية
وأعربت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، عن سعادتها باستضافة مصر لاجتماع منظمة السياحة العالمية لجنة الشرق الأوسط لهذا العام، وأملها أن يكون هذا الاجتماع انطلاقة لتطوير السياحة وتنميتها ومن ضمنها السياحة البينية، وأن القيادة السياسية تضع السياحة على رأس أولوياتها، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، أكد خلال اجتماعه مع زراب بوليكاشفيلي، أمين عام منظمة السياحة العالمية، على أهمية قطاع السياحة في زيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل وزيادة تنافسية القطاع من خلال تنمية العنصر البشري حيث إنه يعد أحد العناصر المهمة لإنجاح المنظومة السياحية، وهذا هو موضوع المؤتمر هذا العام.
محاور تنمية قطاع السياحة
وأضافت وزيرة السياحة أن منظمة السياحة العالمية تعتمد خلال الفترة الحالية على ثلاثة محاور تنمية العنصر البشري، والابتكار، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، موضحة أن العالم أصبح أكثر ارتباطًا من خلال التكنولوجيا، لجذب مزيد من أعداد السائحين من مختلف الدول ومختلف الأعمار والشرائح، مؤكدة أن التعليم والتدريب والتنمية والجودة في المقاصد السياحية، هي العناصر الأساسية التي نعمل عليها في مصر لتنمية القطاع السياحي، ونتطلع أن نتعاون مع منظمة السياحة العالمية ومنظمات أخرى لإنجاح هذا التوجه، لتطبيقه ليس فقط في مصر بل في البلدان الأخرى في المنطقة.
9 اتفاقيات توءمة
وقال اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، إنه جرى اتخاذ العديد من الخطوات لإنعاش حركة السياحة الوافدة إلى جنوب سيناء بشكل عام ومدينة شرم الشيخ بشكل خاص من خلال توقيع العديد من اتفاقيات التوءمة مع دول مختلفة، موضحا أن مدينة شرم الشيخ ظلمت كثيرا، وما يتم بها حاليا يتعدي الـ ٣٠ عاما السابقين، وأنه جرى توقيع 9 اتفاقيات توءمة مع الدول الخارجية، على أن يتم توقيع الاتفاقية العاشرة خلال الشهر المقبل مع لبنان لإنعاش حركة السياحة الوافدة إلى مدينة شرم الشيخ.
19 رحلة من كازاخستان
وأشار فودة إلى أنه تم التحرك في الأسواق البعيدة عن الجميع مثل أسواق كازاخستان وجورجيا وأذربيجان وبيلاروسيا، وتوقيع العديد من الاتفاقيات يأتى مع منظمي الرحلات هناك، موضحا أن شرم الشيخ تستقبل حاليا 19 رحلة أسبوعيا من دولة كازاخستان.
وأكد أنه طالب بعقد توءمة مع دولة الكويت ولكنه لم يتم البت فيها حتى الآن، وأنه تم توقيع اتفاقية توءمة مع دولة المجر في مجال السياحة العلاجية لإقامة مستشفى عالمي ومراكز تجميل وتخسيس وفنادق عالمية بمنطقة حمام موسى المطلة على جبل الطور، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة.
وأوضح أن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، شكل لجنة لتطوير السياحة العلاجية تحت إشراف الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، وجرى الاستعانة بوفد من دولة المجر لإدارة مشروع السياحة العلاجية المقرر إقامته بمنطقة جبل الطور، مشيرا إلى أن مدينة شرم الشيخ بصدد الانتهاء من إنشاء أكبر قاعة مؤتمرات تسع لـ4 آلاف شخص، وبها عدد من القاعات الملحقة ومنطقة عروض مكشوفة، على أن يتم الانتهاء منها في أكتوبر المقبل، لتعظيم الاستفادة من سياحة المؤتمرات.