رئيس التحرير
عصام كامل

التدين الشكلي.. وإتقان العمل


لقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتجويد العمل بقوله: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، هذا جوهر ديننا الحنيف الداعي لإتقان العمل.


لكن ما نراه للأسف في مجتمعاتنا هو تدين شكلي يغفل الأخذ بأسباب الحضارة والعمران، وتلك آفة متجذرة ليس في وجدان السواد الأعظم من الشعب بل في سلوك حكوماته ونخبته التي تقول شيئًا ثم تفعل في الواقع شيئًا معاكسًا تماما.. وليس ما حدث أخيرًا من كوارث في القاهرة الجديدة وما وقع في الإسكندرية منذ عامين من غرق في مياه الأمطار أصاب حياة المواطنين بالشلل إلا نتاج طبيعي لثقافة التواكل والكسل وفساد الذمم والاستسلام لثقافة رد الفعل العقيمة التي تتوارثها حكوماتنا واحدة بعد الأخرى في التعامل مع مثل هذه الأزمات المتوقعة!

فكيف نفسر تكرار تلك المآسي في كل عام رغم إنذارات التحذير التي تطلقها هيئة الأرصاد الجوية التي تنبأت قبيل واقعة القاهرة الجديدة مثلًا بطقس غير مستقر وعواصف وأمطار وسيول.. فهل تحركت الأجهزة المحلية وخصوصًا الأحياء لإصلاح البلاعات وصيانة شبكات المجاري والأمطار لتصريفها فور سقوطها تفاديًا لوقوع أي كوارث؟!

الحكومة العصرية هي من يملك أفرادها إلى جانب الحس السياسي القدرة على توقع الأزمات وامتلاك الحلول والبدائل اللازمة لعلاجها واتقاء شرورها وهو ما شدد عليه الرئيس السيسي بضرورة مراجعة تشكيل مركز إدارة الأزمات التابع لرئيس مجلس الوزراء ومنحه صلاحيات وآليات تمكنه من مواجهة أي أزمة تتعرض لها البلاد، كما بادر بتوجيه هيئة الرقابة الإدارية بالوقوف على الأسباب الفنية والموضوعية التي أدت لتراكم مياه الأمطار في واقعة القاهرة الجديدة، وتحديد المسئوليات بشأنها وتلافي ذلك مستقبلًا، واعدا الشعب بعدم تكرار مثل هذه الأحداث.

عمومًا الشعب في انتظار ما سوف تسفر عنه تحقيقات النيابة العامة بشأن كارثة القاهرة الجديدة ولعلها تكون درسًا لكل مسئول يتقاعس في أداء عمله!!
الجريدة الرسمية