رئيس التحرير
عصام كامل

النوم أثناء القيادة


في تصريح لأحد أساتذة المخ والأعصاب قال إن ثلث حوادث السيارات سببها النوم أثناء القيادة، وهو ما يحدث بالفعل لغالبية السائقين سواء المهنيين منهم أم الأفراد، فأثناء قيادة السيارات كثيرون يغلبهم النعاس ولا يستطيعون التوقف على الطريق للنوم، ولا يستطيعون التغلب على النعاس حتى يجدوا مكانا للنوم فيه، ولو حتى لدقائق معدودة، لأنها ببساطة كفيلة بإعادة الانتباه مرة أخرى، إذن المطلوب فقط من السائق هو القدرة على اتخاذ قرار التوقف ليحمي نفسه وممتلكاته والآخرين وممتلكاتهم من فقدان السيطرة على النفس وعدم الانتباه للعواقب.


القطاع الأكبر لمن يواجهون مشكلة النعاس هم المهنيون من سائقي الأجرة والنقل الثقيل الذين يعملون ساعات عمل أكبر من أجل زيادة الدخل، وللأسف مع طول المسافات والهدوء المحيط بهم، وكثرة الجلوس وعدم الحركة فإن المخ سيعاني بالطبع نقص الأكسجين، وهو ما يدفع إلى النوم في حد ذاته في المرتبة الأولى قبل أن يأتي الإرهاق في المرتبة الثانية.

لماذا لا يكون في الطرق الطويلة أماكن للنوم ولو لساعات مثل الفنادق الصغيرة، يستطيع السائق أن يقضي وقتا بسيطا للنوم واستعادة نشاطه، وهو ما يمكننا أن نعمله أيضا في كل محطات السكة الحديد، ويكون له عائد كبير على الدولة، يمكننا من خلال ذلك توفير الراحة للسائقين، وإن لم نفعل ذلك فإن عدم قيام فرد واحد بتقليل ساعات نومه كفيل بخلق كارثة على طريق ستنال المحيطين به والخاسر هو المجتمع في النهاية.

أتذكر أن حدث ذلك لي من قبل ولم أستطع التحكم في عجلة القيادة حيث كنت أقنع نفسي أنني أستطيع أن أتغلب على سلطان النوم إلى أن أصل إلى وجهتي، وكان ستر الله كبيرا حين انتبهت من الغفوة وأنا لا أدري ماذا حدث.

أتذكر الأماكن جيدا وكيف غلبني النعاس مع قوة الإرادة على استكمال الطريق دون الاعتراف بالضعف أمام قوة قاهرة، فلندرك جميعا الخطر الذي نتعرض له عندما تغلبنا أنفسنا بالمجازفة، ولا ننتبه إلى أننا قد نصنع كارثة لا قدر الله لأنفسنا قبل الآخرين ونحن مستمرون في القيادة معاندون للغفوة التي لا يمكن لأحد أن يقهرها بل هي دوما تكون القاضية.

فلنتذكر أن حياتنا مهمة وتهم من حولنا من ينتظروننا.. حفظ الله العباد جميعا.
الجريدة الرسمية