رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم.. التصنيع والدائرة الجهنمية!


كثيرون إن حدثتهم عن استعادة الدولة لعدد من المصانع التي أضيرت من الخصخصة مثل "نيازا للمصابيح" وإعادة الاعتبار لمصانع أخرى مثل أبو الهول المصرية (الملح والصودا سابقا)، أو تطوير شركات قائمة بالفعل مثل "قها للأغذية"، والتوسع في شركات أخرى مثل "النصر للسماد"، وتنمية شركات أخرى مثل "حلوان للصناعات الهندسية" و"سيماف" لن يقولوا إن هذا شيء جيد ونريد المزيد. 


ولن يقولوا إنهم يقدرون ما جري لكن إصلاح كل شيء يحتاج إلى أموال، وإنما سيتركون كل شيء ويختارون شركات ومصانع أخرى تحتاج إلى التطوير وسيقولون لك: "وماذا عن شركات كذا وكذا؟! ولماذا لا يريدون تطويرها؟!" وستدخل معهم في دائرة جهنمية قد تنتهي باحباطك انت شخصيا!

وكثيرون إن حدثتهم عن تطوير البنية الأساسية في البلاد، وقلت لهم إنك تريد إصلاح الصرف الصحي أو شبكات مياه الشرب تجدهم ينتقدونك لأنك لم تتحدث عن الطرق التي تسبب أعلي نسب الحوادث في العالم! أما إذا قلت لهم إن الاتجاه أصلا لإصلاح الطرق وإنشاء طرق جديدة، سيقولون لك "كيف نصلح الطرق ونحن أصلا لا نشرب ماءً نظيفا؟!".

وفي التعليم إن قلت إنك ستبني مدارس جديدة حدثوك عن المناهج، وان قلت لهم إنك ستبدأ بالمناهج حدثوك عن المعلم، فإذا قلت لهم إنك ستبدأ بالمعلم قالوا كيف تقنع الأسرة المصرية بذلك وهي تدفع نصف مرتبها في الدروس الخصوصية! فلو قلت لهم إنك ستحارب الدروس الخصوصية اتهموك بعدم فهم مشكلات التعليم، إذ أن المشكلة الأساسية تكمن في مرتبات المعلم التي لو كانت جيدة لطور المعلم نفسه ولالتحق بكليات التربية أصحاب المجاميع المرتفعة ولاختفت الدروس الخصوصية! 

فاذا قلت لهم إنك سترفع المرتبات اتهموك بأنك تريد إلغاء المجانية! فإذا جاء من يتصدى لكل ذلك في وقت واحد ومع ذلك سيبدأ بجيل جديد من مراحل ما قبل الابتدائي تركوا كل شيء واتهموه بمجاملة المدارس الخاصة!

هكذا سيحدث في كل القطاعات وليس ما سبق فقط.. ومع وضع نظرية المؤامرة في الاعتبار نسأل: ما الحل إذن؟ كيف يمكن أن نتقدم خطوة في ظل حالة عدم الثقة في المسئول؟ وإن كنا نعرف كيف ومتى ضاعت هذه الثقة يكون السؤال الأصعب: كيف يمكن استعادة الثقة في الموظف العام وخصوصا الوزراء؟ وخصوص الخصوص في من نكلفهم بمسئوليات ومهام تاريخية كبرى؟!
الجريدة الرسمية