رئيس التحرير
عصام كامل

آفة غياب التنسيق!


أهم ما لفت إليه تقرير الرقابة الإدارية -في رأيي- هو غياب التنسيق بين وزارات الإسكان والكهرباء والنقل ومحافظة القاهرة؛ وهو الأمر الذي كان من شأنه –إذا وُجد- تلافي آثار أزمة الأمطار التي وبسببها قبل رئيس الوزراء استقالة رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء الذي اكتفى بالرد على الشائعات فقط، وترك المهمات الكبيرة الملقاة على المركز من إعداد الدراسات والأبحاث واستطلاعات الرأي والتنبؤات ومواجهة الأزمات.


لم تقف ردود أفعال الحكومة عند هذا الحد، بل جرى الإعلان عن تفعيل غرفة طوارئ مركز معلومات مجلس الوزراء، حتى إن رئيس الوزراء بدأ يقضي وقتا طويلا في متابعة أعمالها، مشددًا على ضرورة وجود إدارة للأزمات في جميع المحافظات لمتابعة تقلبات الطقس، وما قد ينجم عنها من هطول للأمطار أو هبوب العواصف واتخاذ ما يلزم من تدابير احترازية وقائية تجنب البلاد والعباد مخاطر تلك الظواهر والكوارث الطبيعية؛ وهو المبدأ الذي حثنا عليه القرآن بقوله "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".

كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتجويد العمل بقوله: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، هذا جوهر ديننا الحنيف الداعي لإتقان العمل، والحفاظ على نظافة البيئة وأرواح البشر والأخذ بأسباب القوة وطلب العمل والتوكل على الله.. لكن الحاصل أن سلوكياتنا وثقافتنا تسير في اتجاه معاكس لهذا تمامًا؛ وهو ما تجسده أقوالنا وأَمثالنا؛ فتجد من يقول لك "خليها على الله"، و"تبات نار تصبح رماد"، وهي أقوال تعكس مفاهيم البشر ورؤيتهم للحياة، وإغراقهم في التواكل والسلبية والكسل والميل نحو الخرافة والدجل ومخاصمة العقل والعلم والإنتاج، وعدم مراعاة الضمير أو الوعي بالمسئولية.
الجريدة الرسمية