خبير يحذر من عودة «دواعش المغرب» إلى المملكة
شدد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب، عبد الحق الخيام، على أن عودة المغاربة الذين قاتلوا تحت راية تنظيم داعش" إلى البلاد "تشكل خطرا حقيقيا"، ما دفع السلطات إلى وضع خطة وإقرار قوانين وتدابير خاصة لمواجهة هؤلاء، إذ فاق عدد الجهاديين المغاربة في العراق وسوريا 1600 شخص سنة 2015.
وأوضح الخيام، في حوار مع وكالة "فرانس برس"، أن "أكثر من 200 بين هؤلاء الجهاديين عادوا إلى المغرب وتمّ توقيفهم وتقديمهم للعدالة"، مشيرا إلى "سقوط آخرين في عمليات انتحارية أو في عمليات نفذتها قوات التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة في المنطقة، بينما فر البعض منهم إلى بلدان مجاورة".
ويرى مدير مكتب مكافحة الإرهاب في المغرب أن هذه الظاهرة "تعكس مشكلا في التأطير الديني" داخل البلدان التي يعيش فيها هؤلاء، منبها إلى أن "الإرهاب لا جنسية له"، ومشيرا إلى الدور الذي يقوم به المغرب في مجال التعاون الأمني الدولي لمحاربة الإرهاب، قائلا: "بفضل مصالحنا تم تفادي عمليات إرهابية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإنجلترا والدنمارك وإيطاليا وإسبانيا"، من دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل.
وتعلن السلطات المغربية مرارا تفكيك "خلايا إرهابية"، إلا أنه سجل تراجع في عدد الخلايا المفككة من 21 خلية سنة 2015 إلى 19 في السنة التالية، ثم تسع سنة 2017.
ويحذر الخيام من تحوّل منطقة الساحل الأفريقي إلى "أرض خصبة" للجماعات الجهادية بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، ما يشكل "تهديدا" و"قنبلة موقوتة"، ويعبر عن "قلقه من التقاطعات بين الشبكات الإجرامية والتيارات الإرهابية"، بناء على "معلومات تؤكد استغلال أنشطة إجرامية في المنطقة لتمويل الجماعات الإرهابية".
وتمتد هذه المنطقة شبه الصحراوية على مساحة شاسعة في غرب أفريقيا تعادل مساحة القارة الأوروبية، وباتت مسرحا لتحركات عشرات الجماعات الجهادية ذات التحالفات المتقلبة، مستفيدة من الفراغ الأمني في تنفيذ هجماتها.
وتقود كل من النيجر وبوركينافاسو وتشاد وموريتانيا المجتمعة في "مجموعة الدول الخمس"، إلى جانب فرنسا، عملية عسكرية ضد المجموعات المتطرفة في المنطقة.