رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الغيطي مقدم برنامج «صح النوم»: مهنة الإعلام تشبه «سلك الكهربا العريان»

فيتو

>> الدراما المصرية تتعرض لأخطر مؤامرة في تاريخها
>> الصحفي المُهادن لا يصل إلى الحقيقة أبدا.. والمهنية جسر الأمان في غياب المعلومات

>> "رباعيات الغيطي" تجربة مهمة والشعر مملكتي الحقيقية وجوهرة التاج
>> لا يجوز أن تكون صحفيًا وتمشي بجوار الحائط وصداماتى من أجل الحقيقة
>> إختلفت مع الشعراوي بسبب موقفه من هزيمة 67
>> في الصحافة تعلمت كثيرًا من مجدي مهنا ورجاء النقاش
>> رجال قطر وتركيا ينتجون مسلسلات تتنافى مع قيم المجتمع



من ساحة الأدب، التحق الإعلامي محمد الغيطي بقطار الصحافة، كتب ونشر أشعاره وقصصه قبل أن تخطو قدماه خطواتها الأولى في عالم صاحبة الجلالة، في سنوات دراسته بكلية الإعلام عرفه الناس من خلال أول ديوان شعر، وحين مارس العمل الصحفي حقق شهرة واسعة وأضاف لرصيده المهني الكثير.
يقولون إن "صاحب بالين كداب" لكن الغيطي كسر تلك القاعدة، وحجز لنفسه مكانة مرموقة في كل من الصحافة والأدب، بل وأضاف إليهما فيما بعد مواهب جديدة في كتابة السيناريو وتقديم برامج التوك شو.
"الغيطي" الذي لا يعرف كثيرون أنه فاز بجائزة الدولة التشجيعية في شعر العامية عام 2003، حل ضيفا على صالون "فيتو"، وتحدث عن تجربته في تقديم البرامج التليفزيونية، وكيف استطاع الجمع بين مواهب متعددة بل وحقق في جميعها النجاح، وتطرق إلى الحديث عن سر هجومه المتكرر على لاعب الأهلي المعتزل محمد أبوتريكة، ورؤيته لسوق الدراما في مصر.. وغيرها من القضايا التي كانت محور الحديث مع مقدم "صح النوم" على فضائية “ltc”


في البداية.. كيف ترى تجربة "صح النوم" بعد انتقالك بالبرنامج من قناة "التحرير" إلى قناة “ltc” وتحقيق البرنامج نسب مشاهدة عالية؟
الحقيقة أنا مؤمن أنك حينما تنتقل من مكان لآخر، الناس هي من تبحث عنك وتأتي إليك، وهذا نتيجة تراكم ما قدمته من قبل، فقد يحدث أن تذهب إلى مكان وتأخذ جمهورك معك، ما حدث في هذه التجربة معناه أن الناس هي من تأتي إليك في المكان الذي تذهب إليه، وأنا أحاول أن أجتهد وأن أكون مهنيًا، لأن المهنية هي جسر الأمان، ثق تمامًا أنك إذا كنت مهنيًا سيصدقك الناس.

البعض يصف محمد الغيطي بالمذيع المشاغب كثير الصدامات.. لماذا؟
أنا أومن بأن هذه المهنة كـ "سلك الكهرباء العاري"، ولا يجوز أن تكون صحفيًا وتمشي بجوار الحائط، كما أن صدامي لا يكون صدامًا متعمدًا، وإنما صدام من أجل الحقيقة، ونحن تعلمنا في قسم الصحافة بكلية الإعلام أنه إذا أردت أن تصل للحقيقة، فلابد أن تشاغب، خاصة في دول العالم الثالث، فلا يجوز أن تتعامل مع الكوارث مثلًا بقلب أو عقل محايد.


ما سبب هجومك الدائم على نجم الكرة محمد أبو تريكة؟
أنا حينما أهاجم أبو تريكة أهاجم أبو تريكة السياسي، لكن كرياضي هو كان لاعبًا موهوبًا وعلى عيني ورأسي، مثله في ذلك مثل الشيخ الشعراوي هو كمفسر معجزة وفلتة، وإنما كسياسي اختلفت معه بشكل كامل، فيما يتعلق برأيه في نكسة عام 67.


ألا ترى أنك ارتكبت أخطاء ما في معالجة بعض القضايا؟
بالتأكيد.. والأمر يرجع هنا لقانون تدفق المعلومات، فأحيانًا تكون المعلومة غائبة، والصحفي منا سلاحه الوحيد هو السؤال، ويحدث أحيانًا أن تسأل ولا تحصل سوى على صدى صوتك، فلا يكون هناك إجابة، فتضطر لتجميع المعلومات بطريقة أو بأخرى، ومن الوارد أن يقع في طريقك مصدر له غرض ما، فيمرر لك معلومات خاطئة، في أحداث ماسبيرو التي أعقبت ثورة يناير مثلًا قدمت معالجة وقتها اكتشفت فيما بعد أنها كانت معالجة خاطئة.

إذا ابتعدنا قليلًا عن الإعلام.. ماذا عن محمد الغيطي الشاعر وديوانك الأخير "رباعيات الغيطي"؟
أنا سعيد للغاية بهذا الإصدار، وهو تجربة مهمة بالنسبة لي، وأنا أؤمن بأن الشعر هو مملكتي الحقيقية وجوهرة التاج، وقد بدأت حياتي بكتابة الشعر، فاطلعت على عالم فؤاد حداد مبكرًا، وكذلك سيد حجاب، وقررت أن أمضي في هذا الطريق، فبدأت بكتابة شعر العامية وصدر لي حتى الآن سبعة دواوين: اثنان منها بالفصحى وخمسة بالعامية، وكثيرون لا يعرفون أنني حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في شعر العامية عام 2003، وأنا فخور بهذه الجائزة، فقد كان من بين لجنة التحكيم وقتها عمالقة من أمثال فاروق شوشة، وسيد حجاب، وجمال الغيطاني وغيرهم.. والشعر بالنسبة لي هو أعظم متعة في الكون.

أسرة محمد الغيطي أسرة فنية بامتياز.. كيف تستقبل نجاحات ابنتيك مي وميار الغيطي في السينما وهل تتدخل في اختياراتهما؟
أنا لا أتدخل على الإطلاق، وكنت في البداية ضد دخولهما عالم التمثيل، لكني تركت لهما حرية الاختيار، لأننا عانينا من تدخل آبائنا في مصيرنا ونحن صغارًا، فتركتهما يختاران طريقيهما بأنفسهما، مي بدأت رسامة، وكانت تغني أيضًا، والملفت أنها كانت تكره التمثيل أصلا في البداية، ثم بعد ذلك رأت أن تخوض التجربة وحدث أن تركت الرسم والغناء من أجل التمثيل، وقد حصلت مؤخرًا على جائزة من أمريكا عن فيلمها الأخير "ندى".

من أكثر شخص أثر في مسيرة محمد الغيطي؟
أنا دائمًا أقول إننا جيل بلا أساتذة، لم يكن لنا أستاذ بعينه ننهل منه، لكني في الصحافة تعلمت كثيرًا من مجدي مهنا، وأنا أعشقه، ومن قبله كذلك رجاء النقاش الذي احتضنني وعدد من أبناء جيلي، وعملت معه في تجربتين، في الدراما أيضًا صالح مرسي هو من أثر في كثيرًا، وفي الشعر العملاق سيد حجاب كان الأقرب لي.


أخيرًا.. هل أنت راض عما أنجزته في الأعمال الدرامية؟.. وهل تعتبر نفسك ابن مدرسة معينة؟
أنا كتبت أعمالًا درامية مختلفة الأشكال والمجالات، كتبت مسلسلات للأطفال، وقدمت مسلسلات تاريخية أيضا مثل "حواري القصور"، و"أدهم الشرقاوي"، وكتبت كوميديا مثل "اتنين على مفيش" لأشرف عبد الباقي وسامح حسين، عملت في مختلف التجارب، لم أقدم كل ما لدى، لكن ما قدمته أكثر مما توقعت.

وما رأيك في واقع الدراما المصرية حاليًا؟
أنا حزين على الواقع الحالي للدراما المصرية، لأنها تتعرض لأخطر مؤامرة في تاريخها، هناك أموال تأتي من تركيا وقطر لتدمير الدراما المصرية، وهناك شركة اسمها "فوكس" يهودية الملكية، تنفذ أجندة الموساد، ولها ستوديو في قاعدة العديد بقطر، هي التي تنتج "مسلسلات الفورمات"، أي المسلسلات التي تدعو لما يسمى بالعلاقات المفتوحة، وتقدم محتوى لا يليق أو يناسب مجتمعنا، وفي رمضان هذا العام معظم المسلسلات هي مسلسلات فورمات، بأموال لا نعلم من أين هي آتية، وأنا أؤكد أنه إذا لم تُنقذ الدراما المصرية، سوف نُحتل ثقافيًا وفنيا، أو لن تكون هناك هوية مصرية في الفن والثقافة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية