رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: ذكريات أدبية

فيتو

في مثل هذا اليوم 4 مايو 2010 رحل الكاتب الساخر محمود السعدنى بعد أن أصدر مؤلفه "الولد الشقى" الذي يتضمن ذكرياته ومذكراته الأدبية والصحفية.


ونشرت مجلة صباح الخير عام 1968 جزءا من ذكرياته قال في أحدها عن مشواره الأدبي:
أتيح لى أن أنشر في جريدة القاهرة مجموعة قصص مصرية قصيرة.. كانت من خير ما أنتجت في حياتى كلها. ظهرت مجموعتى القصصية هذه في تلك الفترة التي كانت فيها القصة المصرية مزدهرة فجاءت عقب قصص زكريا الحجاوى القصيرة التي كانت هي الكوبرى بين القديم والجديد.

ولا أدرى لماذا توقف زكريا الحجاوى رغم أن بدايته كانت عملاقة وكانت تبشر بخير كثير.. لكنها على أية حال كانت بداية الطريق الذي ظهر عليه يوسف إدريس في مجال القصة القصيرة. أصيبت بما نسميه الدوار عند قراءتى لقصص زكريا الحجاوى ثم أصيبت بالذهول عند قراءتى لقصص يوسف إدريس.

كان إحساسي الحقيقى تجاه هذه القصص أننى أكتب كلاما مثل هذا ولكنى أخشى نشره ولكن قصص يوسف إدريس كانت خير تشجيع لى على نشر ما عندى من قصص. ولو قدر للقصاص في مصر أن يأكل عيشه من إنتاجه، ولو تفرغ الحجاوى وبعض كتاب القصة القصيرة الذين ظهروا في الخمسينيات فلربما كان لدينا الآن إنتاج عظيم. لكن أعظم كتاب القصة القصيرة هجروها إلى مجالات أخرى في الأدب والفن ولم يبق في الساحة إلا نجيب محفوظ رغم أن هوايته الأولى هي الرواية إلا أنه برع وما زال يبرع القصة القصيرة.

قبل يوسف إدريس والحجاوى جذب انتباهى بشدة إحسان عبد القدوس في مجموعته "بائع الحب" و"صانع الحب" كما أدهشني كثيرا إبراهيم الوردانى في مجموعته "نحن بشر" كذلك كان إحساسى مع قصص أمين يوسف غراب ويحيى حقى ومحمود تيمور وطاهر لاشين.

ورغم أنى كنت وثيق الصلة بزكريا الحجاوى إلا أنه لم يقرأ قصة واحدة لى ولم يشجعنى قط ولعل عذره الوحيد أنه لم يقرأ شيئا على الإطلاق لأى كاتب آخر بعد جيل العقاد وطه حسين ولولا تشجيع المرحوم أنور المعداوى والدكتور عبد القادر القط لتوقفت تماما بعد أول قصة، بل أن الدكتور القط كتب عنى فصلا كاملا في كتاب له، وقد حفزنى هذا على الاستمرار في الطريق.
الجريدة الرسمية