مُخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للإخوان دينًا
وإن تعجب فعجبٌ قولهم إنهم دُعاة خير وسلام، رغم أن الواقع العملى يؤكد أنهم دُعاة شر وخراب.
مرشد جماعة الإخوان المسلمين،الدكتور محمد بديع، يعطى انطباعا قد يكون زائفا عنه ، بأنه يُحاكى "عبد الله بن أُبىّ بن سلول"، الذى أسس مسجدًا ضرارًا بالمدينة المنورة، والذى قال فيه القرآن الكريم:" وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ".
فالرجل، لا فُض فوه، فى رسالته الأسبوعية الملهمة للأمة الإسلامية، من أقصاها إلى أقصاها، يلقى عظات ليست كالعظات، ويعطينا دروسا ليست كالدروس، يظن نفسه رسول آخر الزمان ، أو المهدى المنتظر، الذى طال انتظاره، يرى الناس من غير جماعته، يعمهون فى ضلال، ويعيشون فى باطل، هم فى الجنة، ونحن فى النار، وقد قالها يوما: " قتلانا فى الجنة، وقتلاهم فى النار".
فى رسالته الأخيرة مثلا.. يعظ المرشد الثائرين على حكم جماعته، والمحتجين على أداء مندوبه فى القصر الرئاسى، بألا يلجأوا إلى التخريب والإفساد واستخدام المولوتوف فى التعبير عن غضبهم!
والسؤال لفضيلة المرشد: ولماذا لا تنصح جماعتك بما تنصح به غيرها، أوليست جماعتك مسئولة عن كثير من الحوادث التى ألمت بوطننا الجريح، أو ليست جماعتك متورطة بشكل أو بآخر فى أحداث موقعة الجمل وما تلاها من أحداث عنف دامية، أسقطت المئات من الأبرياء والأنقياء الذين لم يتدنسوا يومًا بالانضمام إلى جماعتك؟
لماذا لم توجه إرشادك يا فضيلة المرشد إلى نائبك الأول، وتأمره بتفكيك ميليشياتكم الضالة، التى أدخلت مصر نفقًا مظلمًا لن تخرج منه إلا بسقوط الجماعة والعودة إلى جحورها مرة أخرى؟
وفى رسالتك الأخيرة، يا فضيلة المرشد، أثبتَ أنك لا تصلح لوعظ ولا لإرشاد، فلا يصلح لهذا الأمر إلا من اتصف بالإخلاص لله، وابتغاء وجهه في الموعظة، فـ"العالم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب" ، وجاء في الكتب السابقة: " إذا أردت أن تعظ الناس فعظ نفسك، فإن اتعظت وإلا فاستحِ مني"، وفي الحديث الشريف: " يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال: بلى، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه".
وما يفعله المرشد غير بعيد عن قول القائل:
وغيرُ تقيّ يأمرُ الناس بالتقى ** طبيبٌ يداوي الناس وهو سقيم
وكذلك قول القائل:
يا أيها الرجل المعلم غيره ** هلا لنفسك كان ذا التعليمُ؟
فابدأ بنفسك فانهها عن غيّها ** فإن انتهت عنه فأنت حكيمُ
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيمُ
ولا أخفيك سرا يا فضيلة المرشد أنه مع صباح كل خميس، أترقب رسالتك الأسبوعية، لأردد بعد قراءتها قول القائل:
برز الثعلبُ يوماً في ثياب الواعظينا ** فمشى في الأرض يُهذي ويسبّ الماكرينا
ويقول : الحمد لله إله العالمينا ** يا عباد الله توبوا فهو كهفُ التائبينا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا ** واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسولٌ من إمام الناسكينا ** عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك: عُذراً يا أضلّ المهتدينا ** بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا ** مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا .