أحمد دومة والفضيحة الكارثية!
هي فضيحة وهي كارثية بكل مقاييس الدنيا.. وقبل الاسترسال أؤكد أن كاتب هذه السطور من المؤمنين جدا بالمؤامرة التي تستهدف هذا البلد.. وجزء من المؤامرة هو السخرية من فكرة المؤامرة ومن القائلين بها.. وهذا ليس مهما.. فمن هذا وغيره عانينا ونعاني ولا يعنينا في شيء..
المهم هو أننا نؤمن أيضا أن الطريق لإنجاز المؤامرة يتم عبر تدمير الجيش المصري.. ولذلك لم يكن في الحسبان أن نتسامح مع كل من أهان الجيش المصري أبدا.. خصوصا أولئك الذين لم تتوقف إهاناتهم عند المجلس العسكري أو قادته.. إنما أصرت على نقل معركتها ومشكلتها مع جيش مصر نفسه.. وكان من بين هؤلاء أحمد دومة!!
إلا أن العام الأخير.. وللحق نقول.. إن نضجا كبيرا في سلوك دومة تبدى في حركته وأدائه السياسي والثوري ومشواره وشراكته في تأسيس حزب سياسي مع شباب رائع نعرفه ونعرف تاريخه.. وكذلك موقفه الثابت من حكم الإخوان بخلاف أسماء أخرى اختفت تماما وتلاشى دورها.. بل ومنهم من تقمص فجأة دور الحكماء! يظهر عند المحن.. يفتي بالعبارات القصيرة.. أو حتى يهرب بها إلى حيث اللاموقف واللامعنى!
هنا.. وهنا تحديدا.. كان دومة متميزا ومميزا.. وقد رأينا صدقه تحديدا في فجيعة استشهاد الحسيني أبوضيف وبعدها في المقطم! وهو ما يدعونا لأن نقلب صفحة إهانة الجيش..كجيش..ونعتبره حماسا واندفاعا بحسن نية.. وأن علينا الآن دعمه ودعم أي شريف يقف ضد الحكم الجديد.. وضد السلطة الجديدة.. وقد شاء القدر أن يكون دومة نفسه طرفا في فضيحة العصر..
وهي فضيحة كارثية بكل المعايير إن صحت.. وفي أغلب الظن أنها صحيحة.. وهي تختصر في كون القاضي الذي أمر بحبسه منتميا لجماعة الإخوان وضبط متلبسا بالصوت والصورة يمارس السياسة داخل مقر حزب الإخوان!!
لم يضبط متشرفا بالدفاع عن القضاة واستقلالهم كغيره من رموز القضاء وأبنائه.. وإنما بممارسة عمل سياسيا صريحا.. وحتى كتابة هذه السطور.. لم يحول القاضي المذكور للتحقيق ولم يتم وقفه عن العمل ولم يتخذ ضده أي قرار أو إجراء من أي نوع ولا حتى سؤاله في صحة الفيديو المذكور!!
وإلي حين حسم ذلك.. نفيا أو تأكيدا.. فإننا وبحق نتضامن مع دومة.. ولكننا وبأحق منه.. في كارثة حقيقية.. حقيقية!.