فؤاد حداد يوقظ المصري والوطن في «المسحراتي»
لم يكن فؤاد حداد يعلم وهو يكتب أشعار البرنامج الإذاعي "المسحراتي" عام 1964 أنه سيصنع ملحمة شعبية تعيش سنينا طويلة بنفس الإعجاب بها وترديدها وليس برنامجا وانتهى.
وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة للعديد من شعراء العامية المصرية المتميزين لكتابة المسحراتي، فإن مسحراتي فؤاد حداد يظل محتلًا للساحة الشعرية للمسحراتي.
ابتدع فؤاد حداد قالبا شعريا خالصا، ركن إلى الرمزية، حيث كان رمزا للشاعر الذي يستنهض الأمة وكل كلمة وكل مهنة وكل وصف على لسان مسحراتي فؤاد حداد هو في حقيقته رمز قابل للإسقاط على أحداث وأشخاص في أزمان مختلفة.
نفذت كلمات مسحراتي فؤاد حداد من أذان الناس إلى قلوبهم بلحن وأداء الشيخ سيد مكاوي، يقول فيه:
«اصحى يا نايم وحد الدايم
وقول نويت بكرة إن حييت
الشهر صايم والفجر قايم
اصحى يا نايم وحد الرزاق
رمضان كريم
مسحراتي في الطريق الصعب
منقراطى وكل دقة بقلب
إحنا الشعب
المصري أول سيرة إنسان
إحنا من صخر العزيق والصبر
أحب الوطن من غير حدود
وأنقى قطني من كل دود
وآخد في حضني كل العيال
تبارك الله ذو الجلال
عايز أهادي أولادي بغنوة
أجمل غنوة حبوا الوطن
حبوا الوطن في الغيط أبو الفدادين
وفي حصة العربي ودرس الدين
حبوا الوطن في الجبهة والميدان
يوم الجهاد والكل مجتهدين»..
وكما قال الأديب خيري شلبي في مجلة الإذاعة والتليفزيون عام 1979: إن فكرة المسحراتي عند فؤاد حداد ليست عمل مسحراتي مهمته إيقاظ الناس في السحور للأكل، وإنما كان في إيقاظهم على حلم النهوض والتقدم، وإيقاظهم من أسباب الغفلة والتخلف والانتكاس، وإيقاظ عناصر الوطنية والمحبة والوحدة.
كانت حلقات مسحراتي فؤاد حداد دعوة للاستقلال والعدل الاجتماعي والديمقراطية والتنوير والمدنية، وغدت علامة مميزة للشهر الكريم.