رئيس التحرير
عصام كامل

تمهل وتعجل!


في الوقت الذي نتمهل فيه طويلا في بعض الأمور فإننا نتعجل أحيانا في أمور أخرى من شئون حياتنا المختلفة.. انظروا مثلا المجلس القومي لحقوق الإنسان انتهت دورته منذ أكثر من سبعة شهور، ومع ذلك لم نقم بإعادة تشكيله مجددا، رغم أن هذا المجلس لعب ويلعب دورا مهما داخليا وخارجيا..


وفي المقابل فإننا نبدأ عملية واسعة وشاملة لتطوير التعليم ولم يسبقها حوار مجتمعي ضروري، والأهم لم يسبقها استكمال احتياجات أساسية لهذا التطوير المنشود، مثل الأبنية المدرسية.. فهذا التطوير يبدأ برياض الأطفال.. ومدارس رياض الأطفال لدينا نسبة تغطيتها لأطفالنا تقل عن الثلث..

حتى إذا تغاضينا عن ذلك واكتفينا ببدء التطوير مع بداية المرحلة الابتدائية، فإننا ليس لدينا تلك المدارس الكافية والجاهزة لذلك، خاصة في الكفور والنجوع والقرى الفقيرة، ناهيك بالطبع عن المدرسين المتدربين الذين تم إعدادهم وتدريبهم بالفعل..

وهكذا تمضي الحياة بِنَا.. نتمهل حيث نحتاج للتعجل، ونتعجل حيث نحتاج للتمهل.. وهذا من شأنه أن يثير لنا المشكلات التي نحن في غنى عنها.. ولعل ما حدث في أمور المعاشات يوضح لنا ذلك.. فقد تمهلنا في تنفيذ حكم قضائي لصالح جمع أصحاب المعاشات، بينما تعجلنا بزيادة معاشات الوزراء.. وربما يحتاج ذلك ضبط درجة ومستوى الحس السياسي في إدارة أمور حياتنا.
الجريدة الرسمية