رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر إرهابي!


هذا هو الوصف الذي يحلو للإعلام إطلاقه على كل إرهابي يتم تصفيته أو الإمساك به، خاصة في سيناء.. والأسبوع الماضي فقط أطلق الإعلام هذا الوصف (أخطر) على خلية لتنظيم بيت المقدس في سيناء، وعلى خلية أخرى تابعة لتنظيم كتائب حلوان أحد التنظيمات الفرعية لجماعة الإخوان.. وهذا الوصف من شأنه أن يعطى انطباعًا غير سليم بأن حربنا ضد الإرهاب اقتربت من نهايتها بتصفية أو الإمساك بأخطر الإرهابيين..


وبذلك يروج الإعلام دون أن يدرى في الغالب لخطأ كبير.. فنحن رغم النجاحات التي حققناها في حربنا ضد الاٍرهاب والإرهابيين لم نقض على التنظيمات الإرهابية بالكامل، وما زلنا نمضى في حربنا هذه، بل وعلينا أن نتحمّل فيها بعض التضحيات والخسائر خاصة البشرية، لأن هذه التنظيمات الإرهابية ما برحت تحظى بمن يدعمها بالمال والسلاح والتدريب عليه والملاذ الآمن، وأيضًا الغطاء السياسي والأيديولوجي، فضلا بالطبع عن المساعدات اللوجستية المهمة..

كذلك هذه التنظيمات ما زال في مقدورها الإيقاع بمزيد من الشبان في شباكها وتجنيدهم بل وتحويلهم إلى منتحرين مستعدين لتفجير أنفسهم كما حدث مؤخرا في سيناء، وهو ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء لنا.. لذلك ليس موفقا أن نطلق إعلاميا على من نصفيهم من الإرهابيين والتكفيريين وصف أخطر الإرهابيين، لأن هناك إرهابيين خطرين وربما كانوا أخطر ممن أوقعنا بهم وقضينا عليهم، ما زالوا يتربصون بِنَا ويتحينون الفرصة لإلحاق الأذى بِنَا..

والرأى العام يجب أن يكون مدركا ذلك بوضوح لا لَبْس فيه، حتى نبقى حالة الاستعداد والاحتشاد لمواجهة الإرهاب في أقصى درجاتها، ولا يتسلل الاسترخاء إلى نفوسنا بمرور الوقت، وبالتالى تهتز معنوياتنا إذا ما وقعت عملية إرهابية جديدة أو وقع لنا شهداء جدد.. الحفاظ على معنوياتنا مرتفعة شرط ضروري لتحقيق النصر في حربنا ضد الإرهاب والتخلص من شروره.
الجريدة الرسمية