فى انتظار اتفاق أمريكا مع "مقاول آخر" لمصر (1)
لعام ونصف هى فترة حكم المجلس العسكري، توالت الاتصالات بين الإدارة الأمريكية وكل المعارضين المصريين لمعرفة إمكانات كل منهم وماذا يستطيع أن يعطي للإدارة الأمريكية وماذا تستطيع هي أن تقدم له.
كان التركيز الأكبر على ما جاء في التقارير الأمريكية في آخر عشر سنوات من فترة حكم مبارك التى برز بها اسم جماعة الإخوان ككيان قوي يعمل في مجال السياسة، مستفيدا من تدمير نظام مبارك لفرص أي حزب مدني أن ينشأ في مناخ ديمقراطي باختراقه وهدمه وإعادة بنائه بما يطيب للنظام فيصبح أمام المواطن المعارض "إما أحزاب مدنية مشوهة، أو الإخوان وما أدراك ما الإخوان" فيختصر الطريق ويسلم بالمقولة الشهيرة، أحزاب كرتونية أفضل" علاوة على عدم وجود أحزاب سلفية نتيجة لتاريخهم الدموي والقريب مع الشعب المصري والمرفوضين علي كل الأصعدة.
ونتيجة لمجهودات الإخوان واستعداداتهم المبالغ بها في تقديم كل التنازلات للإدارة الأمريكية، كان العطاء الأمريكي من نصيب الإخوان".
وشرع الأمريكان بمباحثاتهم مع المجلس العسكري، على ضرورة تسليم السلطة، والتفاوض حول المعونة والسلاح الأمريكي وأشياء من ذلك القبيل مفادها عدم طمع قادة المجلس في حكم البلاد".
وعلى صعيد الشارع عمل نشطاء الإخوان في ضمان تسليم العسكري للسلطة، بتظاهرات غريبة وأعمال تخريب وقتل لا تفيد العسكري في شيء، سوى في جعل وجهه مرفوضا بالشارع! ولعل أحداث ماسبيرو، محمد محمود، مجلس الوزراء، وبورسعيد خير دليل.
بحكم ما حدث كان لأمريكا رجال داخل المجلس العسكري مهمتهم الأولى والأخيرة العمل على سرعة تسليم قيادة البلاد للإخوان"، سواء بجرهم المجلس العسكري نفسه لبعض الاشتباكات غير المبررة مع النشطاء وإثارتهم؟؟ أو العمل من الداخل وإقناع ال 19 عسكريا بضرورة الخروج من السلطة" وحدث بالفعل.
وكان أساسيات اقتناع أمريكا بالإخوان هي قاعدتهم الشعبية، وقبولهم العام كفصيل وطني رغم ندالته وتقديمهم تعهدات بالديمقراطية وتحول مصر لدولة علمانية صرف!
وما أن وصل الإخوان للحكم حتى خرج ملف التمكين وكان لخروجه الأثر الأكبر في نفور الجميع منهم، ففي سبيله تم طبخ الدستور والإطاحة بالقضاء وتم إصدار إعلان دستوري وخسر الإخوان الجميع خاصة بعد الدماء التي سالت نتيجة لغبائهم اللا متناهي.
لقد بلغ الإخوان أعلى مراحل الغباء السياسي عندما عادى الجميع، سواء معارضة "البرادعي وحمدين وشفيق وموسي" وحلفاء "السلفيين" الممول من دولة آل سعود بالتحديد حزب النور، ومؤسسات دينية سواء كانت الأزهر الشريف أو الكاتدرائية أو الجيش المصري"، بتصريحاتهم المستهزأة من الجيش وبالملابس العسكرية المضبوطة يوميا في بيوت قيادات الإخوان.. أما الداخلية فلا تحتاج لشرح.
ومع ثبوت نقد الإخوان لتعهداتهم مع الجانب الأمريكي، علاوة على قيامهم بمعاداة كل نملة تسير على أرض مصر، وظهور فشلهم المبالغ فيه فى التعامل مع القضايا الاقتصادية والسياسية الهامة لذا كان على الجانب الأمريكي البحث عن مقاول آخر لمصر.
Ibra_reda twitter