رئيس التحرير
عصام كامل

قصة بطل فخخ نفسه أمام دبابات العدو في حرب أكتوبر

فيتو

ما زالت حرب أكتوبر غنية بأسرار وبطولات لم يتم تناولها رغم عظمتها وهناك أبطال حقيقيون بطولاتهم لا يكررها التاريخ وعند سماعها تظل نماذج مضيئة في شرف العسكرية الوطنية.


واحد من أبطال أكتوبر كان البطل الشهيد ملازم أحمد حامد أبو الحسايب الذي تخرج قبل حرب أكتوبر بشهرين تحديدا في 5 أغسطس 1973 بالدفعة 64 وكان من أوائل الدفعة وانضم فورا إلى طابور الأبطال حيث التحق بسلاح المظلات وأظهر خلال أيام قليلة من العمل كفاءة في التدريب والتميز بين زملائه فحظي بثقة وإعجاب قادته وعين قائدًا لسرية اقتحام جوي بإحدى وحدات المظلات بمدينة الإسماعيلية.

شارك أبو الحسايب في حرب أكتوبر من بدايتها وكان يقاتل بجسارة وبعد أسبوعين من القتال واشتراكه مع وحدته في العديد من العمليات المؤثرة ضد العدو الإسرائيلي، وتحديدا بعد ظهر التاسع عشر من أكتوبر عام 1973 الساعة الثانية فوجئت وحدة الشهيد أحمد التي كانت متمركزة بمنطقة سرابيوم بهجوم إسرائيلي مدرع يستهدف اختراق موقعهم في محاولة لاحتلال مدينة الإسماعيلية والتأثير على تماسك وحدات الجيش الثاني الميداني.

فتم إعداد خطة تكتيكية من جزئين للدفاع عن منطقة سرابيوم أطلق عليها اسم "الأرض الموحولة"، ارتكز أولها على تفخيخ الطرق المؤدية للإسماعيلية وتم تنفيذه بالفعل حيث تعثرت دبابات العدو وتحولت إلى مجرد قطع مدفعية لا تتحرك وشعر العدو بالذهول.

الجزء الثاني من الخطة اعتمد على القوة الخاصة بالوحدة وفي مقدمتها سرية الشهيد أحمد وهي سرية مؤهلة للعمليات الفدائية والمهام الخاصة، ولكن المفاجأة كانت تنفيذ البطل الجزء الأخطر والأهم في خطة "الأرض الموحولة" وأمر رجاله بالتحول إلى ألغام بشرية والتصدي لدبابات العدو، وما هي إلا لحظات حتى لف الجميع أجسادهم بالديناميت واندفعوا يلقون بأنفسهم واحدا تلو آخر أمام المدرعات الإسرائيلية في قوة وجسارة وهم يكبرون: الله أكبر.. الله أكبر، لتتحول المدرعات الإسرائيلية إلى قطع "خردة" محترقة في سابقة كانت الأولى في تاريخ الجيوش المنظمة ليحفر بجسده الطاهر أروع أمثلة الفداء والبطولة هو ورجاله الأبرار. 

وكانت آخر كلمات البطل أحمد أبو الحسايب الله أكبر وقامت بدهسه إحدى دبابات العدو وانفجرت بسرعة ليحظي بشهادة لا مثيل لها بعد 74 يوما فقط من تخرجه في الكلية الحربية ليحفر اسمه بحروف من نور في صفحات العسكرية العالمية.

وعندما سمع الرئيس السادات قصة هذا البطل ونظرا لبطولاته الكبيرة، كرم اسمه بقرار جمهورى وبإطلاق اسمه على مستوى القرية والمركز والمحافظة والعاصمة تخليدا له، فتم إطلاق اسم الشهيد على شارع بمدينة نصر بالقاهرة وشارع بمدينة طنطا وشارع بمدينة زفتى ومدرسة بقريته.

كما نحت اسم الشهيد على النصب التذكارى المخصص لرجال المظلات، وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على الموقف الجديد بمدينة زفتى.
الجريدة الرسمية