زغلول صيام يكتب: أبوريدة ومحمد صلاح
من الطبيعي في ظل المجهود الرهيب الذي بذله المهندس هاني أبوريدة طوال مشواره مع الساحرة المستديرة أن يئن القلب ويخضع لتعليمات الأطباء لتركيب دعامات والحصول على قسط من الراحة الإجبارية، وهو الذي لم يذق طعمها منذ سنوات.
مع تمنيات الشفاء العاجل لمهندس الكرة المصرية والذي على يديه عاد الفراعنة إلى المونديال في ظروف لا يعرفها ولا يقدرها إلا من كان قريبا من المنتخب واتحاد الكرة لا بد من الاعتراف لهذا الرجل بأنه نقل الكرة المصرية نقله في مكان بعيد مع احترامي لكل النجوم الذين يذخر بهم الفريق الوطني مع العلم بأن منتخب المعلم حسن شحاتة الذي فاز بثلاث بطولات أمم أفريقيا كان يملك إمكانيات أفضل ألف مرة من هذا الفريق ورغم ذلك لم يصل المونديال.
لم يساورني الشك في بلوغ المونديال مع أبوريدة الذي يملك الخبرة والدراية لقيادة أي منظومة دون أن تشعر بوجود مشكلة واحدة وكانت له اليد العليا في تكوين أجيال عديدة للكرة المصرية خلال فترة إشرافه على المنتخبات المختلفه وفعل الكثير دون أن ينتظر رد الجميل من أحد سواء مسئول أو لاعب بل أنه زاهد في احتلال الصفوف الأولى لالتقاط صوره مع هذا المسئول أو ذاك.
ومؤخرا ظهرت أزمة محمد صلاح وطريقة عرض صورته على طائرة المنتخب الوطني والتي بسببها أشعل وكيل نجمنا العالمي الفتنة في محاولة للحصول على نسبة عالية ورغم الكلام الكثير إلا أن المهندس هاني التزم الصمت تماما رغم بجاحة الوكيل وخروجه على النص في رسائله مع المسئول الأول عن الكرة في مصر.
رفض أبو ريدة أن ينزل لمستوي الوكيل وتعامل مع الأمر وكأن محمد صلاح ابنه وليس لاعبا بالمنتخب وكل نجوم الفريق الوطني يعلمون أن الرجل يتعامل معهم بنفس الروح ولا يبخل عليهم بشيء وصلاح نفسه قبل أي لاعب في المنتخب متأكد أن أي شيء يصب في مصلحته لن يتردد رئيس اتحاد الكرة في فعله.
لا أحد يزايد على وطنية أبو ريدة وإدراكه نجومية محمد صلاح التي تتزايد يوما بعد الآخر وأن كل منظومة كرة القدم تدفع بأبنائها من أجل الوصول لأفضل الأندية الأوروبية وصلاح نفسه يدرك ماذا قدم له اتحاد الكرة حتى يصل إلى ما وصل إليه فلولا المباريات الدولية التي تجاوز عددها ال70 مع كل المنتخبات لم يكن صلاح بهذا النبوغ والتألق ويعلم أن مصر تقف وراء أبنائها في كل مكان.
من هنا تعامل أبوريدة مع الأمر دون أن تخرج كلمة من اتحاد الكرة أثناء الأزمة بل كانت تهاني وإشادة بكل ما يفعله محمد صلاح والجوائز التي يحصل عليها ولو أن هناك رئيس اتحاد كرة آخر لتفاقمت الأزمة ووصلت إلى طريق مسدود ولكن الأكيد أن أبوريدة ستكون له جلسة مع صلاح لإزالة كل غموض فيما يخص عملية الحقوق ولن تبخل مصر على نجمها المفضل ولن يكون على حساب أحد.
الحقيقة أن يوما بعد الآخر يثبت أبوريدة أنه أفضل واجهة لمصر في كافة المحافل الدولية والذي لا يعرفه البعض أن عددا كبيرا من المصريين أصبحوا يغزون الكاف والفيفا بعد أن كنا لا نستطيع أن نمر من أمامها، وبالتالي لا بد من الثقة في هذا الرجل، وأتوقع الكثير على يد أبوريدة بعد أن أصبحنا لا نشعر باتحاد الكرة نفسه، لأن كل الأمور تسير وفق نظام محدد.
مرة أخيرة، سلامات للباشمهندس هاني أبوريدة الذي سيذكر التاريخ يوما أن هذا الرجل قدم الكثير والكثير لكرة القدم المصرية في مختلف المجالات وانتظروا ما يحدث في مشروع الهدف ومشاريعه العملاقة... بالتوفيق ومطمئنين لقيادتك الكرة المصرية.